Page 73 - merit 43- july 2022
P. 73

‫رؤية من قريب ‪7 1‬‬

                   ‫فقط‪:‬‬            ‫الأوكرانية‪ ،‬هل تتفوق‬       ‫إن طرح مثل هذا السؤال‬
    ‫وأخي ًرا‪ ،‬يجب أن تعلن‬         ‫المكاسب على الخسائر؟‬      ‫يوحي بأن فكرة السائل عن‬
    ‫الحرب سلطة شرعية‪:‬‬           ‫ما المكاسب الفعلية القابلة‬
   ‫رئيس دولة أو حكومة‬              ‫للقياس التي تعود على‬        ‫قيمة الحياة البشرية هي‬
     ‫أو إدارة لديها سلطة‬         ‫روسيا من هذه الحرب؟‬        ‫فكرة خاطئة ووضيعة ج ًّدا‪.‬‬
‫شرعية لإعلان تلك الحرب‬         ‫الم يكن من الممكن تحقيق‬      ‫فإذا كانت الأرواح البشرية‬
 ‫ومن ثم مطالبة مواطنيها‬       ‫تلك المكاسب بطريقة أسهل‬       ‫لا تقدر بثمن ومن ثم نرغب‬
     ‫بالتضحية بأرواحهم‬          ‫كثي ًرا وأكثر استدامة عبر‬
   ‫من أجل السبب العادل‬        ‫تحسين العلاقات مع جميع‬            ‫في المحافظة عليها‪ ،‬فإنه‬
                                 ‫الدول المجاورة والغرب‪،‬‬        ‫لن يجوز لنا استخدامها‬
       ‫أو القضية العادلة‪.‬‬     ‫بد ًل من شن حرب جديدة؟‬           ‫«وسيلة» (على حد تعبير‬
   ‫وهذا المطلب أي ًضا قابل‬         ‫وهنا نجد أنفسنا مرة‬          ‫كانط) للوصول إلى أية‬
 ‫للجدال‪ ،‬إذ يمكن للمرء أن‬     ‫أخرى أمام سؤال به ملمح‬         ‫«غاية» قد تحققها الحرب‪.‬‬
   ‫يتساءل مث ًل‪ :‬هل يحق‬            ‫ساخر‪ ،‬لأنه يطلب منا‬
                               ‫موازنة حياة البشر مقابل‬              ‫في الحالة الروسية‬
     ‫لأي حكومة‪ ،‬حتى لو‬           ‫أهداف ومكاسب أخرى‬
 ‫كانت منتخبة ديمقراطيًّا‪،‬‬         ‫متوخاة‪ .‬هل يمكن لأي‬
                               ‫مكاسب أن «تتناسب مع»‬
   ‫أن تأمر بقتلى في حرب‬        ‫أو «تفوق» الإزهاق المتعمد‬
    ‫ما؟ ألن يتعارض ذلك‬         ‫لكل تلك الأرواح البشرية؟‬
   ‫الأمر بشكل مباشر مع‬             ‫وهذه هي النقطة التي‬
 ‫الغرض من وجود الدولة‬           ‫يختلف فيها دعاة السلام‬
   ‫في المقام الأول‪ ،‬ألا وهو‬       ‫الراديكاليون مع نظرية‬
 ‫حماية مصالح مواطنيها؟‬
‫وماذا لو كانت هذه «حرب‬                   ‫الحرب العادلة‪.‬‬
    ‫تحرير» يدخلها الناس‬            ‫‪ -5‬الحرب هي الملاذ‬
‫لسبب عادل (وهو التحرر‬
 ‫من القهر) ولم تكن لديهم‬                        ‫الأخير‪:‬‬
     ‫مسب ًقا سلطة رسمية‬         ‫يشدد مطلب الملاذ الأخير‬
  ‫شرعية ومناسبة لإعلان‬        ‫على عدم التعامل مع الحرب‬
   ‫الحرب؟ في ضوء هذين‬         ‫باستخفاف‪ ،‬كونها مصد ًرا‬
‫التساؤلين نجد أنه لو تمت‬
  ‫مراعاة هذا المعيار دائ ًما‬       ‫لقدر كبير من المعاناة‬
 ‫لضمنَّا عدم إعلان حروب‬        ‫للسكان الأبرياء‪ ،‬لذا يجب‬
 ‫عادلة إلا من جانب سلطة‬       ‫أن تكون آخر طريق ممكنة‬
   ‫قائمة بالفعل ومستقرة‬       ‫لتحقيق المطلب العادل‪ .‬وإذا‬
 ‫وذات شرعية ديمقراطية‪.‬‬        ‫كان هناك أي طريق أخرى‪،‬‬
     ‫ولكن من الواضح أن‬
  ‫هذا غير واقعي في عالمنا‬        ‫فلا بد من المحاولة فيها‬
     ‫هذا بناء على التحليل‬     ‫أو ًل‪ ،‬مهما بلغت تكلفتها أو‬
    ‫أعلاه‪ ،‬فالرئيس بوتين‬
     ‫مث ًل قد اجتاز اختبار‬                   ‫صعوبتها‪.‬‬
                                   ‫‪ -6‬إعلان الحرب من‬
                                   ‫جانب سلطة شرعية‬
   68   69   70   71   72   73   74   75   76   77   78