Page 76 - merit 43- july 2022
P. 76

‫بسبب أفعال مماثلة؛ عندما‬                                    ‫العـدد ‪43‬‬                               ‫‪74‬‬
     ‫يستطيع نا ٍد حصري‬
     ‫امتلاك أسلحة الدمار‬                                                        ‫يوليو ‪٢٠٢2‬‬       ‫القيم‪ .‬وما لم نرى هذا‬
                                                                                               ‫المكون الأخلاقي للحرب‪،‬‬
   ‫الشامل والاتجار بها في‬    ‫الشرقي‪ ،‬الاتحاد السوفيتي‬                                          ‫لا يمكننا أن نفهم بشكل‬
    ‫حين تعتبر دول أخرى‬          ‫(السابق)‪ .‬ولكن التاريخ‬                                        ‫صحيح ما يجري الآن في‬
   ‫(مثل إيران) غير مؤهلة‬       ‫لم يمت‪ ،‬بل أثبت أنه يتبع‬                                     ‫تلك الحرب وكيف يمكن أن‬
   ‫بما يكفي لإدارة برنامج‬       ‫جدلية هيجل (ديالكتيك)‬
                                   ‫حسبما كشفت جميع‬                                                             ‫تنتهي‪.‬‬
       ‫نووي ولو لأغراض‬         ‫الأحداث العالمية التي تلت‬
   ‫سلمية‪ ..‬فيجب أن يكون‬                                                                       ‫الحرب الروسية‬
 ‫واض ًحا أن مفهوم الأخلاق‬     ‫سقوط الاتحاد السوفيتي‪،‬‬                                         ‫في أوكرانيا‪ ..‬نهاية‬
                                 ‫حيث تستلزم كل دولة‬                                           ‫التاريخ أم نهاية‬
     ‫ذاته قد تصدع‪ .‬وهذه‬
       ‫اللحظة ليست نهاية‬     ‫مهيمنة وجود دولة منافسة‬                                              ‫الأخلاق‬
     ‫التاريخ‪ ،‬ولكنها نهاية‬   ‫لها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن تصاعد‬
                                                                                               ‫بقي أن نشير إلى الحرب‬
    ‫المثل العليا الذي ظهرت‬     ‫الصراع الروسي الغربي‬                                           ‫في أوكرانيا قد كشفت عن‬
  ‫منذ عصر النهضة والتي‬          ‫الذي تدخل فيه أوكرانيا‬                                         ‫مشكلة أعمق من الدعاية‬
   ‫تمحورت حول الإنسان‪.‬‬         ‫طر ًفا وسي ًطا أو بالأحرى‬                                    ‫المنتشرة في كل مكان وتعيق‬
                                 ‫توفر أر ًضا لمعاركه هو‬                                       ‫وصولنا إلى الحقيقة‪ ،‬فمن‬
       ‫ولا يدور الجدل هنا‬                                                                    ‫المعروف أن عالم السياسة‬
      ‫حول صواب أو خطأ‬              ‫صراع يمكن اعتباره‬
   ‫احتلال دولة ذات سيادة‬      ‫نهاية الأخلاق كما نعرفها‬                                             ‫الأمريكي فرانسيس‬
   ‫مثل أوكرانيا فهذا أمر لا‬                                                                  ‫فوكوياما كان قد ب َشر بما‬
  ‫يخضع للنقاش‪ ،‬بل يدور‬             ‫وسقو ًطا مدو ًيا للقيم‬
    ‫حول من يمكنه تشكيل‬       ‫الليبرالية الغربية التي روج‬                                         ‫أسماه «نهاية التاريخ»‬
  ‫الحقيقة‪ ،‬حقيقة الأخلاق‪،‬‬     ‫لها فوكوياما في أطروحته‪.‬‬                                            ‫وصعود الديمقراطية‬
  ‫إذ أصبح من الواضح أن‬        ‫وأخي ًرا‪ ،‬عندما يتم تصوير‬                                       ‫الليبرالية الغربية في مقال‬
     ‫ما تداعى منا في نهاية‬   ‫الجهادي المسلم في فلسطين‬                                        ‫ُنشر في نفس لحظة سقوط‬
‫المطاف هو قدرتنا الجماعية‬                                                                    ‫جدار برلين في عام ‪،1989‬‬
  ‫على الالتزام بالأخلاقيات‬     ‫على أنه إرهابي بينما يتم‬                                       ‫إذ تنبأ فوكوياما بصعود‬
‫الأساسية للإنسانية‪ :‬الحياد‬     ‫الاحتفاء بنظيره المسيحي‬                                             ‫العالم أحادي القطب‬
   ‫وعدم الانحياز والوحدة‬                                                                        ‫بقيادة الولايات المتحدة‬
                                    ‫الأبيض ذي العينين‬                                            ‫وسقوط عدوها اللدود‬
                 ‫والعالمية‬        ‫الزرقاوين في أوكرانيا‬
                              ‫كبطل مح ِّرر؛ عندما تتمكن‬
                                 ‫الدول الغربية من غزو‬
                                 ‫العراق دون أن تخضع‬
                              ‫للمساءلة بينما يتم شيطنة‬
                                 ‫خصمها الروسي دوليًّا‬
   71   72   73   74   75   76   77   78   79   80   81