Page 74 - merit 43- july 2022
P. 74

‫تلك هي النظرة الأولية‬                                  ‫العـدد ‪43‬‬                               ‫‪72‬‬
   ‫لموقف الأوكرانيين عند‬
 ‫بداية الحرب‪ ،‬لكن الحرب‬                                                        ‫يوليو ‪٢٠٢2‬‬     ‫السلطة الشرعية هنا‪ ،‬إذ‬
  ‫تحدت تفسيرنا لمتطلبات‬                                                                        ‫إنه والحكومة الروسية‬
  ‫النجاح‪ ،‬إذ لم يعتقد أحد‬     ‫أرض الوطن» و «السيادة‬                                        ‫معترف بهما دوليًّا ويمثلون‬
                                 ‫السياسية» يهدفان إلى‬                                       ‫سلطات شرعية لها سلطة‬
     ‫أن الأوكرانيين لديهم‬                                                                      ‫إعلان الحرب‪ .‬فهل هذا‬
  ‫فرصة أمام الروس‪ .‬لكن‬      ‫حماية حق الشعب في تقرير‬                                          ‫كا ٍف لاعتبار الحرب ضد‬
                              ‫مصيره السياسي‪ .‬عندما‬
     ‫بعد انقضاء الأسابيع‬        ‫أرسلت روسيا دباباتها‬                                             ‫أوكرانيا حر ًبا عادلة‪.‬‬
 ‫الأربعة الأولى من الحرب‪،‬‬      ‫لتعبر الحدود الأوكرانية‬
                               ‫(ومن ثم انتهكت سلامة‬                                         ‫التأمل في أخلاقية‬
        ‫صمد الأوكرانيون‬      ‫الأراضي) كان ذلك بهدف‬                                           ‫الحرب الجارية‬
  ‫وألحقوا أضرا ًرا جسيمة‬        ‫تقرير مستقبل أوكرانيا‬
  ‫بالجيش الروسي‪ ،‬لتظهر‬                                                                          ‫ونتائجها‬
                            ‫السياسي بنفسها (وبالتالي‬
    ‫هنا تساؤلات تقابل ما‬    ‫انتهاك السيادة السياسية)‪،‬‬                                          ‫وهكذا فإن أي تأمل في‬
‫طرحناه أعلاه بشأن فرص‬                                                                         ‫أخلاق الحرب في الحالة‬
                               ‫وهي بذلك لم تنتهك حق‬                                          ‫الروسية الأوكرانية يثبت‬
 ‫نجاح روسيا‪ :‬هل النجاح‬        ‫أوكرانيا في تقرير المصير‬                                         ‫بشكل واضح أن الغزو‬
 ‫(بالنسبة لأوكرانيا) يعني‬      ‫فحسب‪ ،‬بل هددت أي ًضا‬                                             ‫الروسي لأوكرانيا هو‬
                              ‫النظام العالمي الذي يقوم‬                                      ‫انتهاك أخلاقي ليس له أي‬
    ‫ضرورة هزيمة جيش‬          ‫على حرمة هذا الحق‪ ،‬مهما‬                                        ‫مبرر في أخلاقيات الحرب‪.‬‬
 ‫العدو؟ أم أنه يعني إلحاق‬      ‫كانت التحفظات على ذلك‬                                            ‫هذا عن اخلاقية الغزو‬
  ‫ضرر كا ٍف بجيش العدو‬                                                                      ‫الروسي أو إعلان الحرب‪،‬‬
‫للحصول على وضع أفضل‬                            ‫النظام‪.‬‬
                              ‫‪ -2‬الدفاع عن النفس في‬                                              ‫ولكن ماذا عن مآلات‬
   ‫على طاولة المفاوضات؟‬                                                                      ‫تلك الحرب وعواقبها من‬
    ‫أم أن هناك نجا ًحا غير‬          ‫مواجهة الصعاب‪:‬‬                                            ‫المنظور الأخلاقي؟ هناك‬
 ‫ملموس ولكنه قوي ومهم‬            ‫كان الدفاع عن النفس‬                                       ‫أربع نقاط أخلاقية رئيسية‬
  ‫يتحقق من خلال احترام‬            ‫هو التبرير الأخلاقي‬
     ‫الذات والشجاعة التي‬                                                                         ‫حول الغزو الروسي‬
   ‫تأتي مع القتال من أجل‬           ‫الكلاسيكي لخوض‬                                                          ‫لأوكرانيا‪:‬‬
  ‫القيم العظيمة مهما كانت‬      ‫الحرب‪ ،‬فعندما يهاجمك‬
                              ‫طرف آخر ترد باستخدام‬                                                ‫‪ -1‬أساس الانتهاك‬
                ‫الصعاب؟‬          ‫العنف من أجل تحقيق‬                                              ‫الأخلاقي في الحرب‬
       ‫‪ -3‬حرب الحصار‬           ‫العدالة السياسية‪ .‬ولكن‬
    ‫والهجوم المباشر على‬         ‫من المتطلبات الأخلاقية‬                                                     ‫الروسية‪:‬‬
                               ‫أي ًضا لخوض الحرب أن‬                                              ‫يعتبر الغزو الروسي‬
                ‫المدنيين‪:‬‬    ‫يكون هناك أمل معقول في‬                                          ‫لأوكرانيا انتها ًكا أخلاقيًّا‬
       ‫عندما وجد الروس‬        ‫النجاح‪ ،‬فإذا كان الأرجح‬                                          ‫واض ًحا لأنه يهدف على‬
      ‫أنفسهم غير قادرين‬        ‫عند خوضك الحرب هو‬                                              ‫وجه التحديد إلى حرمان‬
     ‫على الانتصار النهائي‬      ‫الخسارة وإزهاق الكثير‬                                          ‫شعب أوكرانيا من الحق‬
    ‫(حتى الآن) في المعركة‬                                                                   ‫في تحديد الشكل السياسي‬
   ‫ضد الجيش الأوكراني‪،‬‬           ‫من الأرواح‪ ،‬فالأفضل‬                                         ‫لمجتمعهم‪ ،‬واذا استخدمنا‬
   ‫لجأوا إلى تكتيك مألوف‬    ‫والأكثر حكمة هو ألا تقاوم‬                                        ‫لغة نظرية الحرب العادلة‬
 ‫بالنسبة لهم‪ ،‬وهو «حرب‬                                                                      ‫هنا‪ ،‬فإن الحق في «سلامة‬
     ‫الحصار»‪ ،‬وقد وضح‬           ‫وبالتالي تتجنب خسارة‬
                               ‫لا داعي لها في الأرواح‪،‬‬
                             ‫حتى لو كان لديك الحق في‬
                               ‫الدفاع عن النفس‪ .‬كانت‬
   69   70   71   72   73   74   75   76   77   78   79