Page 231 - merit 42 jun 2022
P. 231
229 ثقافات وفنون
شخصيات
مبارك والسادات ..المسؤولية المتبادلة حسني مبارك الحكم وأفرج عن
كوكبة المعتقلين بأمر السادات
مبارك وهيكل وكان هيكل واح ًدا منهم.
المنتجين من الطبقة الوسطى الجدد ،وظهوره أمام شعبه منقلبًا وفي هذا المقال «خطاب للرئيس»
التي أكمل خنقها وأوصلها إلى على عبد الناصر مع أن السادات وهو واحد من عدة مقالات ظلت
التشتت والتقزم ،وأفسح المساحة ونظامه امتداد لنظام يوليو،
لزيادة أعداد الطفيليين والتابعين وخسر أي ًضا العرب على المستوى ممنوعة من النشر ،سجل عدة
للفئة المحدودة التي اتخذها سن ًدا الإقليمي فانكشف ظهره .لذا كان نقاط أرى أنها ضرورية الآن
لحكمه ،وهي أصحاب رؤوس لا بد لنظام السادات أن يحدد وتحتاج إلى تركيز الأضواء عليها
الأموال التي تكونت من تجارة
الأراضي والتوكيلات والاستيلاء هويته على أساس مجتمع المنتجين وهي:
على شركات القطاع العام ،وكانت لا مجتمع أصحاب الملايين .وهنا أو ًل :أن هيكل أبدى امتنانه
للرئيس مبارك ولم يكن سبب
الخلاصة مزي ًدا من الجوعى نقول إن مبارك عاد إلى الظهير هذا الامتنان هو الإفراج عنه
في العشوائيات وتبعية القرار العربي في خطوة تصحيحية مع وعن زملائه في فبراير 1981بعد
بداية حكمه ،ووقع في أسر أمريكا اعتقال السادات لهم في سبتمبر
المصري لأمريكا وإسرائيل وحدد هويته لا على أساس مجتمع .1980فالإفراج مع أهميته ،كان
ذا بعد سياسي هو تدعيم النظام
الجديد .فمبارك في هذا الوقت
لم يكن لديه فواتير ينبغي أن
يسددها بالنيابة عن أحد ،بمعنى
أن هيكل يشير من بعيد إلى أن
مبارك غير محسوب على السادات
ولا يتحمل أخطاءه وأوزاره وعلى
رأسها خصومته مع معارضيه
من أهل الفكر والسياسة ،وهذا
الإفراج ذو فائدة مزدوجة على
الجانبين :جانب المفكر وجانب
النظام .ولعلنا نلاحظ أن نظام
مبارك بعد ذلك وقع فيما وقع فيه
سلفه.
ثانيًا :أن حوار هيكل مع السادات
كان حوارا طال وقته وتعددت
موضوعاته وتنوعت حلقاته،
وكانت خلاصته أن نظام السادات
كان يعاني منذ العام 1975أزمة
هوية في الداخل والخارج ،بمعنى
أنه فقد البوصلة التي تحدد
توجهاته ،فخسر الرهان على
رابين وكارتر ،كما خسر الطبقة
الوسطى بانحيازه للطفيليين