Page 228 - merit 42 jun 2022
P. 228
بنية النص المترجم ويفكك العـدد 42 226
تماسكها ،أو أن يجده القارئ
بلغ ٍة عربي ٍة شاذ ٍة وهجين ٍة تنفره يونيو ٢٠٢2 وغيرها ،فتأسست دار الحكمة
من قراءته .هنا يمكن القول إنها في بغداد والتي أبرزت أسماء
ترجمة سيئة ،لكن ثمة عام ٌل جي ٌد وتيارا ٍت إسلامية ديني ٍة مختلفة، هامة في التعريب أبرزها حنين بن
قد يخفف من سوء الترجمة بحال إذ إن العديد من الدعاة لهذه إسحاق وابنه إسحاق من بعده،
كانت إضاف ًة للمكتبة العربية، وكذلك ثابت بن قرة وعبد الله بن
هنا يمكن القول إنها ترجمة غير الحركات قد تأثروا بالفلسفات المقفع وأبو البشر متى بن يونس
اليونانية والفارسية والهندية وغيرهم الكثير .كما لا نغفل دور
جيدة ،وليست سيئة. بلاد الأندلس في هذا المضمار إذ
وسعوا للتوفيق بينها وبين ساهمت كثي ًرا مدنها الإسلامية
لعل من أهم أعمالك مؤخ ًرا العقيدة الإسلامية ،وما إخوان
في الصحافة هو إجراء كأشبيلية وطليطلة وقرطبة
حوا ٍر مطو ٍل مع الشاعر الصفا والمذهب الإسماعيلي بحركة التثاقف بين العرب
والدرزي سوى دلائل على تأثير والإسبان ،وذلك بنقل المؤلفات
البرتغالي روي كوياس، الدينية المسيحية من اللاتينية إلى
وقلت لاح ًقا بأن هذا المؤلفات الفلسفية في النواحي العربية وبالعكس ،وهنا نذكر
العرفانية والصوفية لهذه المذاهب. اسم أفلاطون دي تيفولي الذي
الحوار هو بداية مشرو ٍع ترجم عدة كت ٍب من العربية إلى
تشتغل عليه .حدثنا قلي ًل قد يحدث أن يقال بأن اللاتينية أبرزها رسالة ابن صفار
ثمة ترجمة سيئة ،ولطالما في الاسطرلاب وكتاب الزيج لابن
عن بعض تفاصيل هذا
المشروع ودوره في مسارك ترددت هذه المقولة في سنان البتاني.
المهني كصحافي وما يمكن أروقة الثقافة والأدب، تاريخيًّا وحضار ًّيا ينبغي أن نشير
وسبق لك أن هاجمت أحد إلى دور حركة التعريب ككل ،ليس
أن يضيفه لاح ًقا. المترجمين لترجم ٍة سيئ ٍة فقط لجهة تمهيدها لحركة التأليف
لديه .من وجهة نظرك،
ربما من الأفضل أن أبقي تفاصيل ما هي المعايير المطلوبة العلمي والأدبي لدى العرب
هذا المشروع سرية الآن ،وكل لكي يحظى المترجم بالثقة فحسب بل أي ًضا بكونها مرج ًعا
ما يمكنني القول حياله هو أنه وليقال إن هذه الترجمة
قد يفتح آفا ًقا جديد ًة في الحوار للعديد من الترجمات اللاحقة
جيدة؟ إبان عصر النهضة ،فالعديد من
ما بين اللغة العربية وباقي لغات المراجع التاريخية أشارت إلى أن
العالم ،أما التفاصيل فسيأتي يو ٌم بداي ًة ينبغي التمييز بين شكلين
أعلن فيه عنها أو تتكشف أمامكم من أشكال التقييم في الترجمة، الكثير من المخطوطات العلمية
الشكل الأول هو التقييم من حيث اليونانية والفارسية قد ضاعت
لوحدها ،والإضافة المرجوة منه أمانة النص والأسلوب المتبع في بلغاتها الأصلية ولم يبق منها
فهذا ما سيقرره القارئ والمطلع، النقل وسلامة اللغة المنقول إليها إلا ترجماتها العربية ،مما عزا
وما إلى ذلك ،والشكل الثاني هو بمترجمي تلك الحقبة لإعادتها
وليس أنا تقييم دور هذه الترجمة في الحراك إلى لغاتها الأصلية عن طريق هذه
الثقافي للغة .أما في الشكل الأول الترجمات ،وربما لو لم تحصل
فيمكن القول إن الترجمة سيئة هذه الحركة لما كان اليوم بين
بحال كان هناك خل ٌل في بعض أيدينا مؤلفات أرسطو وإقليدس
ما ذكرته آن ًفا ،كأن يكون هناك
اختلاف واض ٌح بين النص الأصلي وغيرهم.
أما دينيًّا فلا بد من ذكر دور
والنص المترجم ،أو أن يكون
الأسلوب ركي ًكا وحرفيًّا ويضعف الترجمة في نشوء حركا ٍت