Page 223 - merit 42 jun 2022
P. 223
221 ثقافات وفنون
حوار
أمجد ناصر خلود الفلاح روي كوياس أحب كل شعراء العالم لكن هذا لا
يعني أن عليَّ محاكاة نصوصهم
واض ٌح أنك تحاول تعمد لكن حبذا لو يعاد تعريف الهوية
هذه التجربة .إلى أي الشعرية بشك ٍل أكثر دقة لأنها لأكون شاع ًرا جي ًدا ،أسا ًسا لا
ليست الكتابة ضمن قال ٍب واح ٍد توجد معايير دقيقة لتصنيف
حدو ٍد يمكن للشعر أن طيلة مسيرة الشاعر بقدر ما جودة الشعر بين شعراء العالم
يحتمل الثقافة الشعبية هي تجربة ينبغي عليه تطويرها العربي .وبالتالي فقد اتجهت منذ
البداية تقريبًا للبحث عن صوتي
من وجهة نظرك؟ على الدوام .من هنا يأتي موقفي
السلبي تجاه العديد من الشعراء الخاص الذي لا يشبه بقية
سبق لي وأن أشرت إلى بالأجيال التي تسبقني وبالأخرى الأصوات ،واعتمدت لأجل ذلك على
مستويين موجودين في اللغة التي أعاصرها ،فرغم أنني أحب
الواحدة فيما يعرفه جيل دولوز شعرهم فإنني لا أتورع عن القول ثلاث مقومات:
وفليكس غواتاراي بـ»اللهجات»، إن تجربتهم لم تتطور ،أو تطورت -1إيجاد لغ ٍة خاص ٍة بي ،فالشعر
والمستويين هما «لهجة كبرى»
و»لهجة صغرى» ،وسأختصر بهام ٍش بسيط. في الأساس لغة ،والشاعر لا
قلي ًل بالقول إن اللهجة الكبرى هي ينبغي عليه أن يستنسخ لغة
اللغة الفصيحة واللهجة الصغرى يلاحظ أنك تستخدم حق ًل أسلافه الشعراء وإلا سقطت عنه
هي اللهجات المحلية المحكية ،وثمة معجم ًّيا فري ًدا في شعرك صفة الشاعر وأصبح مجرد كات ٍب
عن ٌف يتجلى بين المستويين حين وقوامه من المفردات للشعر ليس أكثر ،وهناك فر ٌق
تندفع اللهجة الصغرى للتخريب والمصطلحات المحكية
على الكبرى ،وهذا ما يحصل اللبنانية والشامية، كبير بين الاثنين.
بشك ٍل لا إرادي ،مما يساهم كثي ًرا -2الاعتماد على تركيب هذه اللغة
صحي ٌح أن تجربتك ليست بتقني ٍة ذهنية مفرطة ،فعلى سبيل
في تطور اللغة. بجديد ٍة في الشعر لكن
المثال في قصيدة «سيتيغرافيا»،
وعلى هامش المدرسة الرومانسية،
لم أعتمد تصوير الأشياء
المحسوسة التي أراها في المدينة بل
إنني جربت نقل الصورة الذهنية
داخل رأسي لهذه المشاهد ،وهذا
ما قد لا يكون ممت ًعا لكثي ٍر من
قراء الشعر ومع ذلك ألجأ لهذا
الخيار ،فأنا على قناع ٍة تا َّم ٍة بأن
ما أكتبه ليس لغرض المتعة على
الاطلاق.
-3العمل على التطور الدؤوب
في كل نص شعري أكتبه ،وهذا
يخص كل شاع ٍر بحاله لأن
ديدنه هو الاشتغال الدائم على
نصه ،وهذا ما يمكن ملاحظته
في أعمالي الشعرية كافة ،فكل
كتا ٍب منها مختل ٌف عن الآخر .قد
يقال إن هذا بمثابة عدم امتلاك
الشاعر لهوية شعري ٍة واضحة،