Page 221 - merit 42 jun 2022
P. 221

‫‪219‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫حوار‬

   ‫يذاع بين الحين والآخر أن ثمة‬                   ‫حاوره ‪:‬‬
‫حر ًبا عالمية ثالثة على الأبواب؟ إننا‬
                                             ‫خلود الفلاح‬
  ‫نعيشها في الحقيقة لكنها ليست‬
  ‫حر ًبا قتالية‪ ،‬بل إنها حر ٌب قذر ٌة‬             ‫(ليبيا)‬

   ‫سلاحها هو الخوف قبل القتل‬           ‫البعد الحادي عشر بعنوان الكتاب‬
     ‫بالدرجة الأولى‪ ،‬فالقتل مري ٌح‬       ‫لكنني لم أضع كلم ًة واحد ًة فيه‬
   ‫نسبيًّا لمن يموتون في الحروب‪،‬‬          ‫عن عبث‪ ،‬بل كل كلم ٍة كان لها‬
 ‫أما الخوف فجلا ٌد ساد ٌّي يمارس‬                       ‫مآربها الخاصة‪.‬‬
  ‫أشرس أنواع التعذيب في النفس‬            ‫بداي ًة مع الوجه‪ :‬لربما وصلنا‬
   ‫البشرية وينخر بها بلا هوادة‪،‬‬          ‫لمرحلة الرؤية الأحادية عقب‬
‫وبالتالي فإن هذا التجهم هو النقمة‬
    ‫والكراهية المكبوتتين لدى هذا‬        ‫ما يعرف بثورة المعلوماتية‪،‬‬
  ‫العالم على نفسه‪ ،‬تجه ٌم لا بد أن‬       ‫إذ بات كل شي ٍء متشاب ًها‬
  ‫يرتسم في البورتريهات العديدة‬         ‫إلى حد كبير‪ ،‬ومن الأشياء‬
   ‫لوجه هذا العالم وتجعله جائ ًعا‬      ‫التي تشابهت هي الوجوه‬
                                        ‫التي أمست وكأنها وج ٌه‬
               ‫لأي بصيص أمل‪.‬‬            ‫واحد‪ ،‬برؤيتها وأفكارها‬

 ‫تمي ُل في هذه المجموعة إلى‬                  ‫وعوالمها وحيواتها‬
‫محاول ٍة لسح ِب الكثير من‬                 ‫اليومية؛ وهكذا لم يعد‬
 ‫المشاهد الدقيقة واليومية‬               ‫ثمة وجو ٌه نراها‪ ،‬بل كل‬
                                         ‫ما هو مرئي للعين لدى‬
        ‫في الشارع وإعادة‬
 ‫كتابتها‪ ،‬لكن ما يغاير في‬                  ‫البشر هو وج ٌه واح ٌد‬
                                       ‫تختلف فيه بعض الملامح‬
    ‫عملك هو عدم اتجاهك‬
   ‫لتكنيك الكتابة اليومية‬                  ‫الشكلية من فر ٍد لآخر‬
 ‫ومحاولة نقلها للغ ٍة أكثر‬             ‫ليس أكثر‪ ،‬وبالتالي أمسينا‬

     ‫خصوصية من خلال‬                      ‫أمام بورتريهات متعددة‬
   ‫ولوجك في أدق تفاصيل‬                 ‫ومختلفة شكليًا لوج ٍه واح ٍد‬
‫هذه المشاهد‪ .‬هل من الممكن‬              ‫يحم ُل في أعماقه رؤية أحادية‬

    ‫الاعتبار أن مجموعتك‬                   ‫تجاه العالم ككل‪ ،‬ولو كان‬
     ‫هذه فص ٌل من تجديد‬                  ‫هناك بعض التباينات في هذه‬
 ‫النص الشعري بالخروج‬
     ‫من عباءة التصويرية‬                    ‫الرؤية من بورتريه إلى آخر‬
  ‫المباشرة والانسلال بين‬                  ‫فهي محض تفاصيل صغيرة‬
    ‫دهاليز المشهد الواحد؟‬                 ‫لا تغير الكثير مما ُح ِّمل به هذا‬

‫ثمة نقطتان ينبغي الإشارة‬                                       ‫الوجه‪.‬‬
                                             ‫أما التجهم فهو ما يدور في‬
                                        ‫خضم هذا العالم ككل‪ ،‬على الأقل‬
                                            ‫في السنوات العشر الأخيرة‪،‬‬
                                          ‫من حرو ٍب واقتتالا ٍت ونزاعا ٍت‬
                                         ‫أدت لكوارث بشري ٍة واجتماعي ٍة‬
                                         ‫وثقافي ٍة لا تحتمل‪ .‬هل‬
   216   217   218   219   220   221   222   223   224   225   226