Page 217 - merit 42 jun 2022
P. 217

‫‪215‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

     ‫للهامش‪ ،‬ومتعل ًقا به‪،‬‬        ‫وجدته يخرج بحالته من‬         ‫وعجائبي‪ ،‬إذ كيف ُيطفأ‬
‫وكاش ًفا لحقائقه وتطلعاته‪.‬‬                   ‫جروح رئتي‬       ‫الحريق بثلاثة أكواب من‬
                                                            ‫العصير‪ ..‬إنها لعبة الكتابة‬
      ‫منح السرد لقصائد‬         ‫قالت‪ :‬إنها القصيدة تتفصد‬
  ‫الديوان انسيابي ٍة جمالي ٍة‬            ‫بين اللحم والدم‬        ‫المتراوحة بين تقريرية‬
                                                             ‫السرد وواقعيته‪ ،‬ودهشة‬
    ‫وحيوية للمتلقي الذي‬           ‫قال‪ :‬لكنني شق ٌّي كجمل‬   ‫الشعر وسحريته التي تشبه‬
    ‫يتابع مسالك قراءتها‪.‬‬                  ‫تتآكله الصحراء‬      ‫تلك اللسعة الباردة التي‬
     ‫الاقتصاد في الوصف‬                                      ‫تقول‪« :‬إنكم في الشعر‪ ،‬فلا‬
    ‫بالاعتماد على التشبيه‪،‬‬           ‫قالت‪ :‬خدعتك السبل‬
    ‫فات ًحا به للمتلقي آفاق‬         ‫وباعك الشعراء لتجار‬                ‫تذهبوا بعي ًدا»‪.‬‬
‫التخييل والمشاركة في بناء‬                                     ‫ثم يعود النص الشعري‬
  ‫الصورة المتخيلة وتأويل‬                          ‫القوافل‬
                               ‫لقاء مكيالين من لبن البعير‬       ‫ليدخل بنا في تفاصيل‬
                 ‫أبعادها‪.‬‬                                    ‫الحوار بين الشخصيتين‪:‬‬
‫الإكثار من الأفعال والجمل‬             ‫قال‪ :‬طراوة الأنفاس‬
‫الفعلية للدلالة على الحركة‬                  ‫أصبحت ل ًظى‬         ‫الشاعر (حلمي سالم)‪،‬‬
                                                            ‫والمرأة الغريبة (أسماء بنت‬
   ‫والاستمرارية والتطور‪،‬‬       ‫والرذاذ الذي يتطاير من فم‬
   ‫وتجاوز الجمل الإسمية‬                         ‫الأصدقاء‬            ‫عيسى الدمشقي)‪:‬‬
   ‫القصيرة التي تدل على‬                                               ‫قالت له أسماء‪:‬‬
                                     ‫تتزايد معه التسلخات‬             ‫إن لله ديكا أحم َر‬
         ‫التباث والجمود‪.‬‬                         ‫الصيفية‬               ‫وأنت ديك الله‬
      ‫توظيف السردي في‬
   ‫القصيدة أعطى للهامش‬         ‫قالت‪ :‬إنها قصيدتك الجديدة‬      ‫قال ضاح ًكا‪ :‬لكنه نقرني‬
    ‫مكانة معتبرة‪ ،‬بعد أن‬           ‫التي ستنساها في عربة‬         ‫ثلاث نقرات بين عين َّي‬
‫كان حضوره منحص ًرا في‬                           ‫المراهقات‬
                                  ‫قال‪ :‬التحية لعرائس الله‬  ‫فقالت‪ :‬الله طالبك لا محالة‪..‬‬
         ‫القصة والرواية‪.‬‬                       ‫الجميلات‬      ‫فاغضض من صوتك أيها‬
    ‫توسيع مفهوم قصيدة‬             ‫قالت‪ :‬السماء أخذت منك‬                       ‫الشقي‬
     ‫النثر بمفهوم قصيدة‬           ‫السيجارة وكوب العسل‬        ‫قال‪ :‬لكن صوت الشعراء‬
  ‫السرد‪ ،‬يمكن أن يناسب‬                                            ‫ورد في الصحيحين‬
‫شكل هذه الكتابة الشعرية‬         ‫وتركت لك أورا ًقا ومحبرة‬       ‫قالت‪ :‬ستكون قدمك في‬
                                      ‫فمتى ستؤلف كتاب‬
                 ‫المنفتحة‬                       ‫حكمتك؟!‬    ‫التخوم وعنقك تحت العرش‬
                                                                ‫فإن صاح الديك تزوج‬
          ‫الهوامش‪:‬‬                  ‫لقد قام الحوار في هذا‬                   ‫الأسحار‪.‬‬
                                   ‫المقطع الشعري بتعطيل‬
‫‪ -1‬محمود قرني‪ ،‬ترنيمة إلى‬       ‫السرد والوصف‪ ،‬فبعد أن‬        ‫قال لها‪ :‬لكنني أحبك أنت‬
‫أسماء بنت عيسى الدمشقي‪،‬‬         ‫أثث الشاعر المشهد‪ ،‬جعلنا‬   ‫قالت‪ :‬لا تطلبني عند الزوال‬
‫دار الأدرهم للنشر والتوزيع‪،‬‬    ‫وج ًها لوجه مع الشخصيات‬      ‫اللحم يجف والروح تذوي‬

     ‫ط‪ ،1‬س ‪ ،2019‬ص‪.68‬‬                  ‫لننصت إلى كلامها‬               ‫فويحك يا غلام!‬
    ‫‪ -2‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.5‬‬          ‫ومشاغلها‪ ،‬دون أي وساطة‬          ‫قال‪ :‬بالأمس رأيت أنني‬
    ‫‪ -3‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.6‬‬
    ‫‪ -4‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.6‬‬                             ‫أخرى‪.‬‬                        ‫أمو ُت‬
  ‫‪ -5‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.40‬‬                  ‫إن الوقوف على هذه‬               ‫فسألني ملاكي‬
   ‫‪ -6‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.13‬‬            ‫القصيدة وحدها‪ ،‬يبين لنا‬              ‫أي شيء تري ُد؟‬
   ‫‪ -7‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.21‬‬          ‫مدى حضور السرد بآلياته‬
  ‫‪ -8‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.121‬‬             ‫المختلفة في شعر محمود‬                    ‫قلت‪ :‬نبي ًذا‬
                                  ‫قرني‪ ،‬وقد جاء منتص ًرا‬                  ‫فلما شربته‬
   212   213   214   215   216   217   218   219   220   221   222