Page 212 - merit 42 jun 2022
P. 212

‫العـدد ‪42‬‬                                           ‫‪210‬‬

                                                                         ‫يونيو ‪٢٠٢2‬‬                                  ‫نصر الدين شردال‬

     ‫في المؤثرات السمعي ِة‬         ‫يعد الشاعر محمود‬                      ‫في «ترنيمَ ةٌ إلى أسماء بنتُ عيسى الدمشقيّ »‬‫(المغرب)‬
  ‫والبصرية‪ ،‬وفي حركات‬                                                        ‫سرديةُ الهامش وهامشيةُ السرد‪..‬‬
 ‫الأشخاص والممثلين وفي‬               ‫قرني واح ًدا من أهم‬
   ‫مكونات الشريط‪ ،‬وهو‬             ‫شعراء الجيل الثمانيني‬
   ‫يؤثث المشهد بالوصف‬
‫والحوار‪ ،‬لذا فإنه يستعين‬              ‫بمصر‪ ،‬راكم تجربة‬
                                  ‫شعرية مهمة في قصيدة‬
        ‫بالسرد كي تتقدم‬        ‫النثر العربية عبر مجموعة‬
 ‫القصيدة وتقول ما تنوي‬             ‫من الدواوين الشعرية‪،‬‬
                                 ‫أولها «حمامات الإنشاد»‬
                   ‫قوله‪.‬‬
 ‫اللغة الشعرية لا تخاطب‬              ‫‪ ،1996‬وليس آخرها‬
                                   ‫«ترنيمة إلى أسماء بنت‬
    ‫العين وحدها‪ ،‬بل تنفذ‬        ‫عيسى الدمشقي» ‪،2019‬‬
   ‫إلى الجوهر والوجدان‪،‬‬             ‫في ما يزيد عن عشرة‬
 ‫وتخاطب الجوانب الخفية‬
    ‫في الإنسان‪ ،‬تص ُل إلى‬             ‫دواوين ظل الشاعر‬
     ‫ما تعجز الكاميرا عن‬           ‫منتص ًرا لقصيدة النثر‪،‬‬
‫الوصول إليه‪ ،‬من هنا كان‬
 ‫توظيف السيناريو داخل‬                  ‫منتص ًرا لهوامشها‬
  ‫القصيدة ضرورة ملحة‬            ‫ولأحيائها الخلفية‪ ،‬مداف ًعا‬
 ‫في هذه الكتابة التجريبية‪.‬‬
                                   ‫عنها بروح مستميتة لا‬
     ‫يمت ُح الشاعر في بناء‬             ‫تنتسب إلا للشعر‪.‬‬
        ‫عوالمه النصية من‬
                                    ‫ينتمي الشاعر محمود‬
      ‫الهامش‪ ،‬لكن بشك ٍل‬          ‫قرني إلى سلالة شعرية‬
     ‫سرد ٍّي وجمال ٍّي يعي ُد‬  ‫حية‪ ،‬تؤثث المشهد الشعري‬
                                 ‫العربي المعاصر في مصر‬
       ‫تشكيله وفق رؤي ٍة‬       ‫منذ بداية الثمانينيات‪ ،‬وهم‬
        ‫يرتضيها الجميع‪.‬‬          ‫سمير درويش‪ ،‬وإبراهيم‬
‫في مجمل أعماله الشعرية‪،‬‬
       ‫وعلى طول انكتابها‬               ‫داود‪ ،‬وفتحي عبد‬
‫النصي‪ ،‬وتخلقها الجمالي‪،‬‬          ‫السميع‪ ..‬والقائمة تطول‪.‬‬
     ‫يبدو الميسم السردي‬          ‫في هذه التجربة الشعرية‬
  ‫بار ًزا وواض ًحا للقارئ‪،‬‬
   ‫لكن وجود السردي لا‬                  ‫الممتدة‪ ،‬يعد السر ُد‬
    ‫يعني انتفاء الشعري‪،‬‬             ‫والهام ُش خصيصتان‬
    ‫إنهما خطان متوازيان‬          ‫فنيَّتان بارزتان‪ ،‬يتآزران‬
‫ويلتقيان في مدار القصيدة‬       ‫ويتآلفان في خدمة بعضهما‬
     ‫وتمفصلها‪ ،‬ومدارها‬           ‫البعض‪ ،‬وفي بناء قصيدة‬

           ‫اللغوي المشع‪.‬‬                 ‫سردية مختلفة!‬
      ‫كيف يحضر المكون‬              ‫ايلكتش ُعبرايلةشبامعهُرا ارل ِةقصيدة‬
       ‫السرد ِّي في ديوانه‬       ‫السيناريست السينمائي‪،‬‬
      ‫الجديد؟ وما علاقته‬
                                       ‫يكتب القصيدة كي‬
                                   ‫ُت َمثَّ َل‪ ،‬يكت ُب وعينه على‬
                                  ‫الواقع‪ ،‬يكتب وهو يفكر‬
   207   208   209   210   211   212   213   214   215   216   217