Page 209 - merit 42 jun 2022

‫‪207‬‬ ‫الملف الثقـافي‬

‫اتجاهين‪ :‬الأول هو ذات‬ ‫من الشمس والقمر‬
‫الشاعر‪ ،‬والثاني هو الذات‬ ‫كانت مرصوفة كطريق‬
‫المغيبة بفعل الموت‪ ،‬فالأول‬
‫يكشف عن ممارسة الحياة‬ ‫قديم للغازين‬
‫أرجوك يا رب لا تسخر من‬
‫المهشمة والتي اتسعت‬
‫أحداثها بعد الفقد‪ ،‬لذلك‬ ‫خيبتي‪.‬‬
‫على جانب من هذه التعددية‬
‫نهضت بالاسترجاع‬
‫والذكريات المتواصلة‪.‬‬ ‫نقف أمام عدة قضايا‪:‬‬
‫أما الاتجاه الثاني فهو‬ ‫نجد أن الشاعر يقف أمام‬
‫استعادة الذات المغيبة‬ ‫بؤرة مركزية واحدة‪ ،‬ومن‬
‫والاندماج معها وهو جزء‬
‫من حالة تعويض وشكوى‬ ‫ثم تخضع إلى ممارسة‬
‫يتصل معها ثم ينفصل لكن‬
‫واغتراب‪.‬‬ ‫لا يستطع فصل الشكل عن‬
‫إذن على المستوى العام‬
‫المحتوى العام‪ .‬والتعددية‬
‫نشير إلى أن مفهوم‬ ‫في هذا النص الشعري‬
‫القصيدة التعددية هو جزء‬
‫يمكن وصفها بأنها خلاصة‬
‫من وعي الشاعر في بناء‬ ‫تجربة ذاتية واجتماعية‬
‫النص‪ ،‬وخلق هذا النوع‬ ‫بلغة تعبيرية مشحونة‬
‫ربما في وعيه أو لا وعيه‬ ‫بالتفسيرات الواضحة‬
‫ليشكل فضاء متعدد من‬ ‫حتى وإن كانت تستند‬
‫اللغة والصورة والأسلوب‬
‫بشكل مؤقت على المخيلة‪،‬‬
‫يتصل فيه الممكن‬ ‫لذا لم يدع للقارئ مساحة‬
‫واللاممكن‪ ،‬وغالبًا ما يكون‬ ‫من التأويل والكشف عن‬
‫الواقعي والاجتماعي المعنى‬
‫فضاءات مختبئة وراء‬
‫المتداخل مع السياقات‬ ‫النص‪.‬‬
‫الأخرى‪.‬‬
‫ومن حيث الصور المولدة‬
‫فالقصيدة لدى الشاعر‬ ‫للتعددية‪ ،‬نجد أن التبادل‬
‫محمود قرني لا تقف عند‬
‫اتجاه واقعي أو اجتماعي‪،‬‬ ‫بين الصور الثانوية‬
‫والملحقة‪ ،‬هي الفاعل المهيمن‬
‫بل ثمة رؤى يستعين‬
‫الشاعر من خلالها الكشف‬ ‫في النص‪ ،‬إذ استثمرت‬
‫وجودها في تعددية النص‬
‫عن تعددية نصه‪ ،‬كما‬ ‫الشعري مما جعلت سلطة‬
‫في قصيدة (النخلة)‪،‬‬
‫التي ترتبط بالأثر الديني‬ ‫النص ترتبط بدلالتها‬
‫(أكرموا عمتكم النخلة)‬ ‫وعلاقاتها أكثر من الفاعل‬
‫والأسطوري‪ ،‬والشخصية‬ ‫المركزي‪ .‬كما أن وجود بنية‬
‫الواقعية لأحد شيوخ‬
‫التماثل والتقارب داخل‬
‫الأزهر‪:‬‬ ‫النص هو فضاء الاشتغال‬
‫جلس الرج ُل‬
‫الذي نتج عنه التعددية‪.‬‬
‫ولا ننسى أن تشكيل‬

‫النص التعددي يقوم على‬