Page 213 - merit 42 jun 2022
P. 213

‫‪211‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

      ‫بدل الراهن الكائن‪.‬‬              ‫بالهامش‪ ،‬وكيف يمزج‬
                                      ‫بينهما في بناء القصيدة‬
‫‪ -2‬سردي ُة ال َها ِم ِش‬
     ‫ا ْل َحيوا ِني‪:‬‬                               ‫السردية؟‬

 ‫يتمي ُز شعر محمود قرني‬            ‫‪ -1‬من سردية الذات‬
    ‫بالغرائبية والعجائبية‪،‬‬          ‫إلى سرد الهامش‪:‬‬
   ‫ويتمظهر ذلك في إتيانه‬
                                      ‫لا تنفك الذات في مجمل‬
‫بالمخالف للمألوف والعادة‪،‬‬           ‫نصوص المتخيل الشعري‬
    ‫كإدخال الحيوانات إلى‬           ‫تعيد سيرتها الذاتية متألمة‬

 ‫معترك القصيدة‪ ،‬فيصبح‬                   ‫تارة‪ ،‬ومتجاوزة تارة‬
   ‫لها دوا ٌر ف َّعا ٌل في بنائها‬    ‫أخرى‪ ،‬كا ِت َب ًة بذلك سيرة‬
  ‫المنطقي‪ ،‬وإعطائها صفة‬
                                       ‫ذاتية تأريخي ٍة لنفسها؛‬
     ‫الإنسانية‪ ،‬وفي تطور‬             ‫في تمرحلها وعبورها في‬
  ‫أحداثها وتفجير دلالتها‪،‬‬             ‫الزمن والمكان‪ ،‬وتعالقها‬

    ‫وإعطائها الكلمة لتعبر‬                ‫وعلاقاتها مع الآخر‬
 ‫عن عوالمها‪ ،‬من هنا تغدو‬                            ‫البسيط‪:‬‬

   ‫الحيوانات أقنعة رمزية‬                      ‫«قضيت عمري‬
    ‫تتخفى وراءها دلالات‬               ‫وسط الطرقات المتسخة‬
                                       ‫في ساحات الفقراء»(‪.)1‬‬
          ‫ومعاني كثيرة‪:‬‬             ‫إنها سيرة ذاتية جماعية‪،‬‬
    ‫«أما كلبي الذي يروي‬            ‫وشهادة ضد تاريخ انتهى‬
                                      ‫وتاريخ مستمر‪ ،‬تاريخ‬
                  ‫لأترابه‬             ‫الأجداد وتاريخ الراهن‪:‬‬
   ‫حكايات مبال ًغا فيها عن‬             ‫«أخذ الطاعون أجدادي‬

          ‫خوفي ووحدتي‬                             ‫وهم عرايا‬
    ‫فقد ارتدى كسوة أسد‬                    ‫فصادقت الضفادع‬
   ‫وانتصب كجندي غيور‬
‫دفا ًعا عن صداقتنا الطويلة‬                  ‫وأسراب النجوم‬
                                   ‫ولم أسأل لماذا عشت هكذا‬
     ‫بعد أن كتب على باب‬
                   ‫البيت‪:‬‬            ‫خائ ًفا من أشياء لم أرها‬
                                            ‫ومع ذلك أواصل‬
        ‫هنا عرين أخي في‬                           ‫الحياة»(‪.)2‬‬
           ‫الرضاعة!»(‪.)3‬‬
                                       ‫بين الماضي والحاضر‬
‫وقد يحضر الكلب رم ًزا أو‬                 ‫تتوزع الذات المعذبة‬
 ‫قنا ًعا للإنسان الوصولي‪:‬‬
                                    ‫والمتألمة في سياق متشظي‬
         ‫«في العام الماضي‬            ‫بالتوتر والخوف والقلق‬
     ‫مرت من هنا جيوش‬                ‫الوجودي‪ ،‬رغم ذلك فهي‬

                  ‫جرارة‬            ‫ذات صابرة مقاومة الموت‬
 ‫طلبوا مني أن أصطحبهم‬                 ‫في انتظار الآتي الممكن‪،‬‬

     ‫إلى الأراضي السوداء‬
     ‫فتشاغلت بمعزة كنت‬
   208   209   210   211   212   213   214   215   216   217   218