Page 215 - merit 42 jun 2022
P. 215

‫‪213‬‬              ‫الملف الثقـافي‬

‫فتحي عبد السميع‬  ‫حلمي سالم‬       ‫إبراهيم داود‬                       ‫‪ -5‬القصيدة‬
                                                                  ‫السردية‪ :‬سردية‬
‫أسلاك طويلة يخفيها تحت‬              ‫ليس هذا فحسب‪ ،‬بل إن‬            ‫الشاعر «حلمي‬
                 ‫قميص ِه‬         ‫الغير‪ /‬الآخر يحض ُر بشك ٍل‬
                                                                      ‫سالم»‪:‬‬
   ‫أحما ٌض لقروح الفراش‬            ‫متوا ٍز لحضو ِر الأنا‪ ،‬وقد‬
       ‫وتخطيطات سوداء‬             ‫يتعال ُق هذا الأنا مع الآخر‪،‬‬        ‫ربما ليس من اللائق‬
             ‫لقضاة قالوا‬          ‫فيصيح مراد ًفا له‪ ،‬مكاش ًفا‬          ‫الوقوف عند تعريف‬
                                                                     ‫الشاعر «حلمي سالم»‬
    ‫إن قصائدهم حقل من‬                 ‫ومصار ًحا ومكم ًل له‪،‬‬       ‫الشاعر المصري الأهم في‬
           ‫العنب المسموم‬            ‫هذا ما اتضح لنا في هذه‬          ‫موجة الحداثة في مصر‬
                                                                 ‫(‪ ،)2012 -1951‬المعروف‬
   ‫كان بيت على مبعدة منا‬                         ‫القصيدة‪:‬‬            ‫عن الشاعر أنه «عاش‬
                  ‫يحتر ُق‬            ‫«بالأمس قابلت «حلمي‬         ‫حياة حافلة وصاخبة تليق‬
                                                                    ‫بشاعر استنثنائي‪ ،‬كان‬
‫وتصع ُد منه أعمدة الدخان‬                            ‫سالم»‬         ‫حلمي ذا تأثير واسع على‬
    ‫فأطفأنا الحريق بثلاثة‬         ‫كان يرتدي عباءة من الخز‬       ‫أقرانه وعلى الأجيال التالية‪،‬‬
       ‫أكواب من العصير‬                                          ‫وهو أي ًضا شاعر مخضرم‪،‬‬
   ‫على مقهى كان يجاورنا‬             ‫معبق ًة بالمسك والطنافس‬        ‫بلغة النقد العربي‪ ،‬حيث‬
          ‫قالت له أسماء‪:‬‬          ‫قابلته بصحبة امرأة غريبة‬      ‫كتب كافة الأشكال الشعرية‬
         ‫إن لله دي ًكا أحم َر‬    ‫قال إنها «أسماء بنت عيسى‬           ‫وأجاد في جميعها‪ ،‬وقد‬
           ‫وأنت ديك الله‬                                             ‫عاش منفت ًحا على كافة‬
                                                 ‫الدمقشي»‬         ‫الأجيال الشعرية معض ًدا‬
 ‫قال ضاح ًكا‪ :‬لكنه نقرني‬            ‫كانت ضحكتها الحبيس ُة‬       ‫لكل تجديد‪ .‬وتعرض حلمي‬
    ‫ثلاث نقرات بين عيني‬              ‫تبدو كوردة في زجاجة‬        ‫لمحنة المصادرة بسبب نصه‬
      ‫فقالت‪ :‬الله طالبك لا‬         ‫وكان يبدو كأمير يتعف ُف‬         ‫«شرفة ليلى مراد»‪ ..‬هذا‬
                 ‫محالة‪..‬‬                                           ‫هو التعريف الذي ألحقه‬
                                         ‫على أسلاب الحرب‬           ‫الشاعر بهامش الديوان‪.‬‬
 ‫فاغضض من صوتك أيها‬              ‫وعلى العقبان التي تتب ُع منه‬         ‫لكن حضوره في متن‬
                                                                 ‫القصيدة كان أقوى وأهم‪،‬‬
                                                  ‫الخطوات‬        ‫في قصيد ٍة من أهم قصائد‬
                                                                   ‫الديوان‪ ،‬وهي «تسلخات‬
                                                                 ‫صيفية»‪ ،‬لا تفك ُر القصيد ُة‬
                                                                ‫في صاحبها فقط‪ ،‬بل تنفت ُح‬
                                                                ‫على الغيري ِة؛ مشكلة في ذلك‬
                                                                ‫قصيدة‪ /‬سيرة غيرية‪ ،‬بد ًءا‬
                                                                   ‫من عنوان الديوان الذي‬
                                                                    ‫عقده الشاعر لشخصية‬
                                                                      ‫«أسماء بنت عيسى»‪،‬‬
   210   211   212   213   214   215   216   217   218   219   220