Page 204 - merit 42 jun 2022
P. 204

‫العـدد ‪42‬‬         ‫‪202‬‬

                                                                 ‫يونيو ‪٢٠٢2‬‬                       ‫كبير‬
                                                                                  ‫ولا شك أنه با َت يعتبر‬
                              ‫ابن سلام‬                                       ‫الفقرا َء َع َّض ًة َغلِ َي َظ ًة في َظ ْهر‬
                              ‫الجمحي‬
                                                                                                ‫البلاد!‬
  ‫تعاليه المضحك رغم أنه‬         ‫قصيدة (وجوه البصرة)‪:‬‬                              ‫قد يبدو محمود قرني‬
‫مدهش عن سياقات القول‬             ‫(الملالي يرفعون الأذان‪/‬‬                       ‫مضحيًا بأهم ما يفخر به‬
 ‫والفعل (ولا فعل إلا وهو‬        ‫والشعراء يف ِّسرون أحلا َم‬                   ‫الشعراء عادة‪ :‬المجاز العالي‬
                              ‫ال َّطالبيين‪ /‬ويعيدو َن ت ْدوي َن‬                 ‫المعقد‪ ،‬وهو شاعر مقتدر‬
   ‫قول‪ ،‬ولا قول إلا وهو‬         ‫َم َقاتلِ ِهم)‪ .‬معركة الشعراء‬                  ‫كما رأينا أعلاه‪ ،‬لا تعوزه‬
                  ‫فعل)‪.‬‬         ‫مع رجال الدين (الملالي)‪،‬‬                         ‫فكرة ولا يثنيه أي تح ٍّد‬
                              ‫ومع النقاد منذ (ابن سلام)‬                        ‫للغة‪ ،‬ولكن المتأمل المتمهل‬
 ‫لهذا ‪-‬وهكذا‪ -‬نفهم فتنة‬                                                        ‫الذي يراكم اللماذات بحثًا‬
    ‫اليومي العادي المبتذل‬          ‫أقدم ناقد عربي حاول‬                        ‫عن الإجابة القصية الهامة‬
                              ‫تصنيف الشعراء في طبقات‪،‬‬                         ‫لا الإجابة الدانية المتسرعة‬
 ‫الذي يجد له دو ًما مكا ًنا‪،‬‬                                                    ‫التي لا تقول الكثير‪ ،‬هذا‬
‫ألي ًفا ومحتر ًما‪ ،‬في قصائد‬     ‫ومع رجال السياسة حين‬                          ‫المتأمل المتعود عليه سيجد‬
                                   ‫يتاجرون بدم الشهداء‬                             ‫نفس ما وجده النقاد‬
       ‫شعراء النثر‪ .‬وهي‬                    ‫(الطالبيين)»‪.‬‬                        ‫قبله في قولهم «الشعراء‪،‬‬
‫«السقطة» الفنية التي علت‬                                                           ‫في ديوان (ترنيمة إلى‬
‫بهم فوق أقرانهم من غير‬          ‫الشعراء سلالة واحدة في‬                       ‫أسماء‪ )..‬قبيلة واحدة‪ ،‬ذات‬
                              ‫نهاية الأمر ولا يمكن قراءة‬                        ‫لهجة واحدة‪ ،‬تخالف لغة‬
            ‫شعراء النثر‪.‬‬                                                        ‫النحويين‪ ،‬ولو كانوا من‬
                                 ‫نص بمعزل عن التاريخ‬                             ‫نحاة (مدرسة البصرة)‬
‫‪ -4‬دفاتر القول على‬            ‫الأدبي كله‪ .‬ولا يمكن أي ًضا‬                         ‫العتيدة‪ ،‬مثل الأخفش‪،‬‬
      ‫القول‪..‬‬                 ‫أن نعزل النص الشعري في‬                            ‫وهم قد يخالفون‪ ،‬كذلك‪،‬‬
                                                                                ‫الخليل بن أحمد صاحب‬
                                                                                ‫البحور الشعرية‪ ،‬لا ترى‬
                                                                                ‫تلك القبيلة ثمة تماي ًزا أو‬
                                                                               ‫اختلا ًفا بين امرئ القيس‬
                                                                             ‫والفرزدق وجرير ومحمود‬
                                                                               ‫درويش وبرتولد بريخت‬
                                                                               ‫وأبي الطيب المتنبي‪ ،‬كلهم‬
                                                                               ‫ورثوا القصيدة وو َّرثوها‬
                                                                               ‫كاب ًرا عن كابر‪ ،‬فالشعراء‬
                                                                             ‫دائ ًما ينحازون‪ ،‬لا يترددون‬
                                                                             ‫في الانحياز‪ ،‬في كل المعارك‪،‬‬
                                                                             ‫قديمها وحديثها‪ ،‬في البصرة‬
                                                                                ‫ودمشق‪ ،‬وفي الصحراء‪،‬‬
                                                                                 ‫أو في بلاد الجليد‪ ،‬ففي‬
   199   200   201   202   203   204   205   206   207   208   209