Page 201 - merit 42 jun 2022
P. 201

‫‪199‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

           ‫جاك ديريدا‬                             ‫رولان بارت‬                          ‫للبحث فيما إذا كانت‬
                                                                                 ‫الأر ُض َم ْد ُح َّو ًة َأ ْم ُم َك َّو َرة!‬
‫ابع ْث إل َّي بامرأ ٍة ِم َن ال ّس َّكر‪.‬‬      ‫َت َر َك ْت قمي َص َنو ِمها‬
     ‫ما الذي تر َك الفلاح؟‬                        ‫يحتر ُق ِب ِوح َد ِته‬          ‫‪ -2‬دفاتر ابن سلام‬
                                                                                      ‫الجمحي‬
    ‫ترك َق ْب ًوا لِ ِغلال الباشا‬            ‫َب ْع َد أ ْن َر َّشته بعطو ِر‬
     ‫وم َّوالا لابنتِه الفارعة‬                          ‫ال ِسنديان‬                 ‫في المحاولة الحداثية ج ًّدا‬
                                                                                  ‫لابن سلام الجمحي لخلق‬
                 ‫ُثم قال‪:‬‬                       ‫ُثم تنهد ْت وقالت‪:‬‬
         ‫أنا مري ٌض يا رب‬                       ‫حتَّى لو كان أ ْع َمى‬                ‫طريقة صائبة لترتيب‬
   ‫ونذهب معه بعي ًدا بحثًا‬                                                        ‫الشعراء في أذهان القراء‪،‬‬
  ‫عن جيوب مقاومة زمننا‬                               ‫سيأتي حتما‬                 ‫جاء بنظام تفنن في التلاعب‬
 ‫هذا للميل الفطري صوب‬                             ‫قل ُبه َس َي ُد ُّله َعليَّ‬      ‫به‪ .‬نظام بدأ تاريخيًّا ثم‬
  ‫التسطح والفجاجة‪ .‬فإذا‬                      ‫وعندما أفا َق ْت وحيد ًة‬             ‫كسر قاعدة الطبقة المبنية‬
 ‫كانت الكتابة فعل مقاومة‬                           ‫َش َك َر ِت السماء‬
   ‫فهي بلا معنى في غياب‬                            ‫َعلى أ َّن زو َجها‬                  ‫على التاريخ انتصا ًرا‬
  ‫فعل المقاومة الفائق الذي‬                 ‫َ ْل َي ُك ْن هو الرج َل الذي‬          ‫للجمالية النصيَّة‪ .‬ثم أنشأ‬
                                               ‫َقبَّ َل َها في ذلك ال َم َنام‪.‬‬
              ‫هو القراءة‪.‬‬                   ‫ما الذي تر َك العاشق؟‬                   ‫عنوا ًنا دا ًّل على الخلفية‬
  ‫فكأننا مع قراءة كل نص‬                         ‫ترك لوع َته تتكاثر‬                  ‫الذكورية مستعم ًل لفظ‬
‫جديد‪ ،‬إنما نحن ننشد كما‬                         ‫في أقفاص ال ِذك َرى‬              ‫الفحولة‪ ،‬ثم أدخل فيرو ًسا‬
                                          ‫وظ َّل ساب ًحا َخ ْل َف نهدين‬            ‫في الفحولة فعد الخنساء‬
    ‫فعل الشعراء منذ فجر‬                   ‫ُت َط ِوحهما خطو ٌة ُم َتأ ِو َدة‬         ‫مث ًل منتمية إلى الجنس‬
   ‫التاريخ (ترانا نحن مع‬                                                            ‫الفحل الذي أقصى منه‬
‫غسق هذا التاريخ الشعري‬                                   ‫ثم قال‪:‬‬                    ‫كثي ًرا من الرجال‪ ،‬وإنما‬
‫الجليل الذي يعطي الجميع‬                      ‫المِل ُح يمل ُأ َف ِمي يا رب‬           ‫أراد أن ينتصر لفحولة‬
  ‫الشعور باليتم في زمنهم‬                                                             ‫النص ضد إرادة اللغة‬

                                                                                                   ‫أص ًل‪.‬‬
                                                                                  ‫يعلمنا ابن سلام الجمحي‬

                                                                                    ‫في نهاية الأمر وبطريقة‬
                                                                                ‫بديعة بأن للنصوص أولوية‬

                                                                                 ‫تتجاوز التاريخ والائتلاف‬
                                                                                       ‫حول القيم الجمالية‬
                                                                                           ‫والأيديولوجية‪.‬‬

                                                                                  ‫النص ولا شيء غيره‪ .‬أو‬
                                                                                 ‫كما سيقول ديريدا بعد ‪13‬‬
                                                                                ‫قر ًنا‪ :‬لا وجود لشيء خارج‬

                                                                                                   ‫النص‪.‬‬
                                                                                   ‫وها إننا نتماهى مع نص‬
                                                                                  ‫«ما الذي َت َر ْك َنا؟!» لمحمود‬

                                                                                                    ‫قرني‪:‬‬
                                                                                   ‫ما الذي َت َر َك ِت العاشقة؟‬
   196   197   198   199   200   201   202   203   204   205   206