Page 196 - merit 42 jun 2022
P. 196
العـدد 42 194
يونيو ٢٠٢2 على الأضداد طوال الوقت،
فهو مصدر هذه العلاقة
بداية الديوان -ينحاز قد أشارت إليه منذ البداية بين الناقة والبعير -وهي
الجنرال للجيوش الجرارة في قصيدة «نزهة خلوية مع مفردات دالة على هوية
والانتصارات .الذات هنا الموت» :سأختار قبري هنا/ الذات الشاعرة (العربية
لأسباب لا أستطيع الإفصاح طب ًعا) -وهو السبب في
ترفض المضي في طريق
الجنرال ما يعني ربما عنها /سيكون بين البيت إجهاض هذه العلاقة حين
والحقل /بين حشرات القمح ترك جنوده يرصدونها،
رف ًضا كام ًل لثقافة مجتمع ويتوعدون الناقة ،وهي
بأكمله تقوم على القهر والفول( .ص)14
ستختار أنت الإمارة الطرف الأضعف ،ما يشير
ومبتلية بالهزائم وخيبات إلى ثقافة لها موقف معروف
الأمل ،وفي أحسن الأحوال والجيوش الجرارة من المرأة ،لا ترتاح لها الذات
بانتصارات وهمية تصفق وأحلام الفرسان
وأختار –كعادتي- الشاعرة ،وتخطط للخروج
لها الجموع« :ستشيعك من دائرتها ،وهو ما تسعى
الجموع بالزغاريد والبكاء/ جنيات البحر ،والغرقى
والوسواس القهري إليه في الجزء الثاني من
وسيمنحك الشعب ألقا ًبا/ الديوان الذي يجيء تحت
لم ترد لك على بال». هل هو نفسه الذي ترك عنوان «النجوم التي تودع
جنوده الحمقى هناك/
موقف الذات مغاير لموقف الراحلين».
هذه الجموع ،أو هذا يبعثون رس ًل غير في القصيدة الأولى من
محصورين /إلى الصحراء/ هذا الجزء والتي بعنوان
الشعب الذي يمنح الألقاب «الجنرال يموت مرتين»
بلا حساب ،ما يعني فلا يعودوا ../يتوعدون تعلن الذات عن وقوع الموت
الناقة /التي أحبها البعير؟ مرتين لشخص تسميه
رفض الذات الواعي لموقف ما نزعمه أن الذات تتحرك الجنرال ،وهي مفردة لها
الجموع ،وما يعني أي ًضا في دائرة مغلقة على خيباتها إطلالات خاصة في الثقافة
رغبة الذات في الإعلان عن البشرية ،حيت ترتبط
وأزمتها .نزعم أي ًضا أن بالجيوش والانقلابات
غربتها وسط هذه الحشود العلاقة بين الذات والجنرال والانتصارات والهزائم
في المشهد الثاني« :الميتة علاقة صراع على الوجود، وربما الاستبداد والقتل .في
ففيما تنحاز الذات للغرقى المشهد الأول يبدو الراوي
الثانية للجنرال نفسه» نرى (الذات الشاعرة) في وسط
الجنرال يعود للحياة ولكن البسطاء -كما حدث من المشهد يروي حكايته مع
الجنرال ،ومن خلال هذه
أية حياة؟ إنها الحياة في الرواية تتكشف أمامنا
الموت أو الموت في الحياة، العلاقة المتوترة بينه وبين
فهو يقول :عاد الجنرال إلى الجنرال ،حيث يقرر الراوي
الابتعاد عن طريق الجنرال
ليسلك طري ًقا مغاي ًرا ،ما
يدلنا على اختيار كانت الذات