Page 207 - merit 42 jun 2022

‫‪205‬‬ ‫الملف الثقـافي‬

‫والاجتماعية وغيرهما‪،‬‬ ‫ما التعددية؟ وما‬ ‫في «أبطال الروايات الناقصة»‬
‫ولغة يومية عادية تصل‬ ‫القصيدة التعددية‪..‬‬
‫قصديتها؟ وهل تختزن‬
‫إلى معنى السخرية‬ ‫رؤى وأسئلة متعددة؟‬ ‫د‪.‬زينة محجوب‬
‫والتهكم والرفض‪.‬‬ ‫حسين‬
‫وإذا نلاحظ نجد هذه‬ ‫وهل تفترض صو ًرا‬
‫القصيدة التعددية هي جزء‬ ‫ومجازات تنتج رؤية‬ ‫(العراق)‬
‫يتشكل من السيرذاتي‪،‬‬ ‫شعرية جديدة؟ وهل يعني‬
‫ينهض على فعل الذكرى لا‬ ‫للقارئ أن القصيدة وحدة‬
‫الذاكرة‪ ،‬القائم على الحس‬ ‫كلية شمولية؟ أم قصيدة‬
‫المأساوي واسترجاع‬ ‫تفترض الجزئية؟ وهل اللغة‬
‫الحوادث والتجارب الذاتية‪.‬‬ ‫الشعرية ترجع للتعقيد‬
‫ويمكن تشخيص هذه‬ ‫والمبالغة أم للمجانسة مع‬
‫الرؤية بعدد من النصوص‬ ‫فضاءات النص الشعري؟‬
‫على سبيل الذكر قصيدة‬ ‫هذه الافتراضات وغيرها‬
‫(الذباب الأزرق)‪:‬‬ ‫تساؤلات تهيمن على تكوين‬
‫أبي مات بالأمس‬ ‫المختارات الشعرية «أبطال‬
‫في قفطان برتقالي‬ ‫الروايات الناقصة» للشاعر‬
‫المصري محمود قرني‪،‬‬
‫وطاقية من وب ٍر‬ ‫والتي أعدها بمثابة المحرك‬
‫وتفاصيل أخرى‬ ‫أو الفاعل أو المحفز من‬
‫كأعشاش نمل في مؤخرة‬ ‫البنية الشعرية عند الشاعر‪.‬‬
‫يمكن القول إن القصيدة‬
‫حصان‬ ‫التعددية هي ما يحمله‬
‫هكذا ضربتني الساحة على‬ ‫النص الشعري من طاقة‬
‫تعبيرية تتجاوز أحيا ًنا إلى‬
‫ظهر يدي‬ ‫المستوى العادي المبني على‬
‫بينما كنت أبكي وعلا ف َّر‬ ‫ضيق الرؤية‪ ،‬إذ يصبح‬
‫التداخل بين اللغة الشعرية‬
‫مني‪.‬‬ ‫والعادية هامشيًّا متشظيًّا‪،‬‬
‫يا هذا الجبل الذي عاين‬ ‫وأحيا ًنا نجد اتساع الفجوة‬
‫بينهما عن طريق البوح‬
‫الضربات‬ ‫أو الدلالة غير المكتفية‬
‫صف لي السعادة مرة‬ ‫بذاتها ومعناها‪ .‬ويتضح‬
‫أن البناء المتعدد هو جزء‬
‫أخرى‬ ‫من التجربة الشعرية لدى‬
‫دعني أتأمل أفعالي وهي‬ ‫محمود قرني‪ .‬هذا يعني‬
‫أننا أمام قصيدة تنشطر‬
‫مسروقة مني‬ ‫إلى لغتين أو معنيين‪ :‬لغة‬
‫فلعلها فرصة أخيرة‬ ‫شعرية ومرجعياتها الدينية‬
‫تخضع القصيدة إلى‬ ‫والأسطورية والسياسية‬
‫معنى التعددية حيث‬
‫تتداخل الذات وتتماهى مع‬
‫السياق الخرافي والديني‬
‫والاجتماعي والتاريخي‬
‫والصوفي‪ ،‬وهذا التداخل‬
‫هو نمط تعددي فوضوي‬