Page 230 - merit 42 jun 2022
P. 230
نظام السادات ظل قائ ًما على
الازدواجية لا على التكامل وتعدد
الأدوار والتنسيق فيما بينها ،والدليل
في رأي هيكل أن السادات كان يختار
رئيس الوزارة ،ويعطيه التفويض،
ويمنح ثقته الكاملة لوزير الداخلية
ممدوح سالم ويقربه منه وينصت إليه.
حدث هذا مع عدد من رؤساء الوزارة
أمثال عبد العزيز حجازي ،ومحمود
فوزي ،ولما حانت الفرصة أبعد حجازي،
وجعل ممدوح سالم رئي ًسا للوزارة .
ولعل موقفه من نظام السادات في إلى وقائع التاريخ ،وإلى وقائع
مصر أشهر المواقف وأوضحها. الشهود الأحياء الذين التقى بهم
ففي هذه الفترة من حكم مصر
كان هيكل أكبر نقادها وأخطرها ونشأت بينه وبينهم علاقات
شخصية وعملية ،واعتمد على
وامتد نقده إلى شخصية السادات. المقارنة بين الوقائع المتناقضة أو
وفي مقاله الذي أعلن فيه انسحابه المتباينة ليخلص إلى رأي يرجحه،
من بلاط صاحبة الجلالة تعرض صاغه في لغة واضحة مشوبة
لتقييم حكم السادات بعد أن تولى بالتعبيرات المجازية التي حققت
كثي ًرا من الجمال والفائدة لدى
القراء.
لم يسلم من طعنات خصومه في
شخصيته وفكره ومسيرته ،كما
لم يسلم من جهل محبيه وعجزهم
عن فهمه وتقديره ،وظل موضع
الخلاف بين هؤلاء وهؤلاء.
وصنع بنفسه خصومه بما كتبه
من كتب مثل «خريف الغضب»
وبتحولاته المفاجئة من التأييد إلى
التنديد بأنظمة مثل نظام الحكم
في المملكة العربية السعودية.