Page 53 - merit 42 jun 2022
P. 53

‫‪51‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫شعر‬

‫وأنصت لدبيب الكلمات في رأسي‪ ،‬واتحسس رعشة‬                                     ‫وتتقشف في الخريف‪،‬‬
                                          ‫دمي‪،‬‬    ‫ثم تتجرد مثل صوفي لا ينوي على شيء في الشتاء‪..‬‬

                         ‫فقد ولدت من أجل هذا‪،‬‬                       ‫‪-6‬‬
       ‫وكل ما فعلته في حياتي كان تمرين للفهم‪..‬‬
                                                                         ‫لا يروقني اختلاق الخيال‪،‬‬
                        ‫يمكننا العيش بلا إفراط‪،‬‬              ‫واصطناع البلاغة والمفارقات المضحكة‪،‬‬
‫حسبنا فهم ذواتنا وفهم الكائنات التي نعيش معها‪،‬‬
                                                                               ‫فهي تفسد الحقيقة‪،‬‬
                                   ‫نقطن وإياها‪،‬‬                               ‫حسبي أفهم ما أرى‪،‬‬
                                    ‫نكمن فيها‪،‬‬

                              ‫وندعها تكمن فينا‪،‬‬
              ‫فهذه صيغة لعيش وثني انحاز لها‪.‬‬
      ‫يؤسفني أني نمت ساعات كثيرة من حياتي‪،‬‬
            ‫فيما كانت الأشياء تسهر مع ذواتها‪..‬‬

                           ‫في النوم خنت الواقع‪،‬‬
                        ‫في اليقظة خنت الأحلام‪،‬‬
      ‫وأسعى الآن بمشقة للعيش بينهما بلا تذمر‪،‬‬
            ‫فكل ما يوجد‪ ،‬وجد من خارج إرادتي‪،‬‬
          ‫ولا يروقني التفكير بكيفية حدوث ذلك‪،‬‬
   ‫فأنا منشغل كليًّا بإيجاد مكان مقبول لي في هذا‬

                                        ‫العالم‪..‬‬
     ‫لكني أخشى أن انتهي إلى مكان بلا إرادة مني‬

                                         ‫أي ًضا‪،‬‬
                   ‫كما انتهت الكائنات من حولي‪،‬‬
          ‫التي تكفلت السيول والرياح والحيوانات‬
        ‫والحشرات والبراكين في تقرير مصيرها‪..‬‬
 ‫لن تصيبني الدهشة إذا ما حملني السيل إلى مكان‬

                                         ‫أجهله‪،‬‬
                          ‫وغرسني حيث ينتهي‪،‬‬
                          ‫منفص ًل عن كينونتي؛‬
        ‫مجرد ماهية تنطوي على احتمالات صرفة‪.‬‬
   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57   58