Page 52 - merit 42 jun 2022
P. 52

‫العـدد ‪42‬‬   ‫‪50‬‬

                                      ‫يونيو ‪٢٠٢2‬‬

‫دواويني النباتية التي لم اكتبها بعد‪،‬‬                     ‫اكتشفت أن النهر أجمل منه‪،‬‬
‫ويروقني تركها راسخة في الأرض؛‬                      ‫فانقطعت عن زيارته ورافقت المياه‪..‬‬
                                                ‫لم يعاتبني على عقوقي‪ ،‬بل ظل ينتظر‪..‬‬
             ‫مساكن للطير وللغير‪،‬‬                ‫انتظر سنينًا طويلة‪ ،‬ثم تعب من موته‪،‬‬
‫إشارات مفهومة‪ ،‬بسيطة وملموسة؟‬
                                                             ‫حمل قبره وغاب نهائيًّا‪..‬‬
                   ‫يروقني أي ًضا‪،‬‬          ‫لم أعرف إلى أي مدى سافر كما كان يسافر‪،‬‬
      ‫تجريدها من المجاز والتأويل‪،‬‬
                                                ‫لكنه صار صيغتين كما كان في حياته‪:‬‬
                ‫فهي تتكفل بذاتها‪:‬‬                                    ‫حاض ًرا وغائبًا!‬
                 ‫في الربيع‪ ،‬تبرعم‪،‬‬
                ‫في الصيف‪ ،‬تزهر‪،‬‬       ‫لم أكن بحاجة لأذهب بعي ًدا في البحث عن الحقيقة‪،‬‬
                                                                       ‫كما ذهب هو‪،‬‬

                                                     ‫حسبي أفرك راحت َّي‪ ،‬وأنا اتذكره‪،‬‬
                                                                     ‫وأشعر بالدفء‪،‬‬

                                           ‫وقد يلزمني النفخ فيهما في الشتاء القارص‪.‬‬

                                                      ‫‪-5‬‬

                                                 ‫بالأمس كانت الشجرة هذه في مكانها‪،‬‬
                                                          ‫بحالة غير التي أراها اليوم‪،‬‬

                                                      ‫قلقة وكأنها تنتظر حد ًثا مريبًا‪..‬‬
                                                     ‫وستكون غ ًدا بحالة أخرى‪ ،‬ربما!‬

                                                       ‫يبدو أنها ُوجدت لتكون طريقة‬
                                                     ‫لقول عدد لا يحصى من الحالات‪،‬‬

                                                              ‫لا بد أنها قصيدة نباتية‬
                                                    ‫لا تعرف كتابة ذاتها كما أفعل أنا!‬

                                                                 ‫بماذا تؤمن يا ترى؟‬
                                                               ‫من يهبها ملكة الشعر؟‬
                                                   ‫بأية لغة ستكتب لو تعلمت الكتابة؟‬
                                                        ‫أنذر نفسي للكتابة نيابة عنها‪،‬‬
                                                          ‫وما عليها غير أن ُتملي عليَّ‪،‬‬
                                                           ‫فأنا و َّراق بلا عمل أتسكع‬

                                                                   ‫بين قصائد يانعة‪،‬‬
                                              ‫ذات جذور هوائية مثل عروق يد عجوز‪..‬‬

                                                                         ‫من يك ِّذبني!‬
                                                               ‫لو قل ُت إنها قصائدي‪،‬‬
   47   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57