Page 50 - merit 42 jun 2022
P. 50
العـدد 42 48
يونيو ٢٠٢2
يحيى الشيخ
(العراق)
التمائم الوثـنية
أمامي خلفي، -1
العالم عالمان وج ٌه وقفا.
جئ ُت لأحكي عن أشياء لم تحدث؛
-2 وكان لها أن تصير لو أرادت!
وحدث أي ًضا، لا بد أنها حدثت كما كنت أفكر وأتمنى،
أن عين َّي البنيتان أصبحتا زرقاوين لكثرة النظر إلى ولا مناص من ذلك؛
السماء! فميزة الأشياء أن تحدث بصيغتين:
في الليل تمسي داكنة سوداء معتمة، في الواقع وخارج الواقع ،وفي نفس الوقت.
في البرية حيث تتلون الأشياء بألوان طيف الشمس، فعيناي كل واحدة ترى غير ما لا تراه الأخرى،
التي كانت ترسل خلفي ظ ًّل يؤنسني ويحميني من
تريان حدثين مختلفين:
الأشباح، واحد في الدخل وواحد في الخارج..
كانتا ،حالما أنظر إلى شيء ،تتلون بلونه مثل الحرباء! واذناي تسمعان الصوت بصيغتين وفي زمنين
هناك ،في البرية ،نبتات صغيرات ترتجف أعناقها، متعاقبين،
يحيط بها بعر الخراف مثلما نمش على الخدود: تما ًما كما تجري الأمور على الأرض :قدم تتبع قدم،
هندباء وحندقوق ذو شق أحمر مثير ،وخبَّيز،
ذات طعم لاذع ورائحة منحرفة.. والمسافة التي أقطعها تصبح مسافتين،
يا لذاكرة اللسان الوثني، فأنا أحنف :قدمي اليمنى تسقط على الأرض ليس
الذي لم يخطأ قصده.
لا بد أن هناك ،في مكان آخر، كما تسقط اليسرى،
نبتات أكثر وفرة ،غير أن هذه التي كنت أراها، وما تقطعه الأولى ليس ما تقطعه الثانية..
فكنت أقطع المسافات مرتين!
أما الأمر الذي لا يقبل الجدال فيه ،هو أن لي
وجودين: