Page 47 - merit 42 jun 2022
P. 47

‫‪45‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫شعر‬

                                        ‫صلاح الحسن‬

                                                         ‫(سوريا)‬

       ‫منذ آخر ظهور على هاتفك‬

    ‫إلى وليد‬

    ‫الوطن لا يحب الأولاد الخائفين من الطائرات‬                          ‫كان اس ُمك تضا ًّدا مع الموت‬
                             ‫أو حقول الألغام!‬                       ‫لكنه لم يكن مجا ًزا قاب ًل للحياة‬
                                                           ‫وكان قل ُبك سمك َة ( َك ْر ٍب) تنتظر صيا َدها‬
              ‫***‬
                                                                                   ‫بلكنته المغربية‬
                                     ‫وها أنت‬                                   ‫وقبعته الشيشانية‬
    ‫لم ترض أن تموت وتترك لنا جثتك المحترقة‬
                                                                                  ‫وثوبه الأفغاني‬
                                  ‫أخذتها معك‬                     ‫كيف ذهب َت في صباح سوق الأحد‬
        ‫وتركت لنا بد ًل منها شظايا عبوة ناسفة‬
                                                                                 ‫كان أبي ينتظرك‬
                              ‫وهوي ًة مكسورة‬                               ‫كي تع َّد له إبريق شا ٍي‬
                                                                          ‫وكي تمسح تجاعيد قلبه‬
              ‫***‬                                       ‫بابتسامتك التي لم يستوعبها مو ُتك الوشيك‬
                                                                ‫موتك المتل ِّظي وراء شمو ٍس سوداء‬
                  ‫كنت أقرأ (السوريين الأعداء)‬                ‫كان صبا ًحا خاليًا من الندى والأغنيات‬
            ‫رأيتك تمشي نحوي بقل ٍب مضطرب‬
                                                                              ‫الأطفال يركضون‪..‬‬
                               ‫وأقدام تصط ُّك‬                             ‫والموت يفتح لهم ذراعيه‬
           ‫وابتسام ٍة تذوب تحت شمس الحرب‬                                ‫ونحن نصرخ بهم‪ :‬انتبهوا‬
                                                  ‫انتبهوا من الحياة التي تركض نحوكم بقدم عرجاء‬
               ‫خيَّم الموت علينا منذ يدك الباردة‬
                           ‫منذ مصحفك المغلق‬                                         ‫ولث ٍة مشقوقة‬
                                                                                   ‫وقل ِب قرصان‬
                  ‫منذ “يا وليد لا تنس هويتك”‬                          ‫أيها الأطفال افتحوا دفاتركم‬
                   ‫ومنذ آخر ظهور على هاتفك‬
                                                                                         ‫واكتبوا‪:‬‬
   42   43   44   45   46   47   48   49   50   51   52