Page 42 - merit 42 jun 2022
P. 42

‫إصابة المرأة بالحالة الهستيرية‬

‫عند اقتراب موعد زفافها خشية أن‬                      ‫إصابة المرأة بالحالة الهستيرية عند‬

 ‫يكتشف أمرها أنها ليست عذراء‬                        ‫اقتراب موعد زفافها خشية أن يكتشف‬
‫مث ًل‪ ،‬تفسره هي أن جنيًّا يزورها‬
‫وهو المسؤول عن فض بكارتها‪،‬‬                          ‫أمرها أنها ليست عذراء مثًل‪ ،‬تفسره‬

  ‫ت َّدعي أن الجان تلبَّسها كحجة أو‬                 ‫هي أن جن ًّيا يزورها وهو المسؤول‬
‫ردة فعل هرو ًبا من خطيئة تحاسب‬
‫عليها منظومة الشرف الاجتماعية‪.‬‬                      ‫عن فض بكارتها‪ ،‬ت َّدعي أن الجان‬

‫ولا يتخلص الجسد من تل ُّبس الجان‬                    ‫تلَّبسها كحجة أو ردة فعل هرو ًبا من‬
‫إلا بزيارة الأولياء الصالحين أحيا ًء‬
‫منهم أو أموات‪ ،‬إيما ًنا بقدراتهم على‬                ‫خطيئة تحاسب عليها منظومة الشرف‬

‫صنع الخوارق حتى في قبورهم‪،‬‬                          ‫الاجتماعية‪ .‬ولا يتخلص الجسد من‬
‫والتزام النساء المتلبِّسات بإقامة‬
‫الحضرات الدورية‪ .‬في عيادة الطب‬        ‫تلُّبس الجان إلا بزيارة الأولياء الصالحين‬

‫النفسي ينحو التفسير العلمي من ًحى‬                   ‫أحيا ًء منهم أو أموات‪ ،‬إيما ًنا بقدراتهم‬
   ‫مقار ًبا للواقع‪ ،‬فتلك الاضطرابات‬
‫الإدراكية كالهلاوس والخوف الشديد‬                    ‫على صنع الخوارق حتى في قبورهم‪.‬‬

‫والقلق تخضع لنوعية العلاقات بين‬

‫الفرد والأسرة‪ ،‬والمجتمع ومنظومة‬

‫الاعتقادات السائدة‪.‬‬

 ‫السلطة الاجتماعية المتمثلة بالقانون‬                 ‫تستنهض القارئ وتدين مجتم ًعا يغض الطرف عن‬
   ‫والعرف والعادات والتقاليد تقوم بضبط قواعد‬         ‫معاناة نسا ٍء مقهورات‪ .‬تلك الخطوة المتقدمة تضع‬
                                                      ‫الكاتبة والنص أمام مواجهة مفتوحة كرأس حربة‬
 ‫الجسد؛ حيث تحريم الفعل وتحريم اللغة وتحريم‬         ‫يدافع عن مكون جرح ناز ٍف ووجع مسكوت عنه في‬
      ‫التواصل مع الآخر وصو ًل إلى تعريف المرأة‬
     ‫كناقصة عقل ودين‪ .‬إن المرأة تشكل موضوع‬                             ‫المجتمعات العربية والإسلامية‪.‬‬
                                                      ‫ما معنى أن يسكن جسد المرأة جان؟ ولماذا المرأة؟‬
 ‫الحرام ومركز مفاهيمه وتصبح بذلك ملغاة الذات‬
                                         ‫تما ًما‪.‬‬         ‫وكيف يتموضع جسد المرأة في مجتمع عربي‬
                                                                                           ‫إسلامي؟‬
   ‫«الطفولة تصبح مرحلة تعبوية ُتهيَّ ُأ فيها البنت‬
   ‫لتصبح زوجة مطيعة وأ ًّما ولو ًدا ولا شيء غير‬             ‫تستهل حياة ال ّرايس بحث مفهوم السلطة‬
    ‫ذلك» حسب الكاتبة؛ حتى ألعابها هي في خدمة‬        ‫وعلاقتها بالجسد بأسئلة متحدية تبحث عن إجابات‬
 ‫هذا المشروع (لعبة العروس والدمية والإنجاب‪)..‬‬        ‫يودعها مجتمع التسلط الأبوي أدراج عقده الأزلية‪.‬‬
‫و ُيقضى على الطفولة في مهدها‪ .‬تسرد الكاتبة كيف‬
   ‫يتدرج التسلط والبرمجة من الطفولة إلى مرحلة‬            ‫وبطريقة السرد القصصي لوقائع تحدث أمام‬

‫المراهقة والبلوغ وصو ًل إلى سن الزواج‪ ،‬ثم عهدة‬      ‫عينيها تطرح الكاتبة قضية تل ُّبس المرأة بالجان‪.‬‬
                                                    ‫هذا الاعتقاد السائد أن هذه الكائنات تتلبس جسد‬
‫الزوجية التي تكون فيها المرأة فقط أدا ًة لإنجاب‬
‫المرأة ولا سبيل لخروج الجان إلا عن طريق وساطة الأطفال‪ ،‬ناهيك عن ذلك فإن الطلاق مسألة رجالية‬
                                                    ‫م َّدعي الدين والتدين الذين يملكون قدرات خارقة‪.‬‬
‫يقع بكلمة واحدة‪ .‬حتى التصميم الهندسي المعماري‬       ‫تد ُّرج الإيمان والتسليم بها عبر الزمن وتناقلها‬
                                                          ‫جي ًل بعد جيل عبر التخويف والترهيب‪.‬‬
‫للبيت العربي التقليدي يسجن المرأة داخل أسوار‬
‫عالية لا ترى المرأة فيه سوى السماء التي تكتنز‬
   37   38   39   40   41   42   43   44   45   46   47