Page 41 - merit 42 jun 2022
P. 41

‫‪39‬‬               ‫إبداع ومبدعون‬

                 ‫رؤى نقدية‬

                                                                           ‫المشوقة منتهجة طريقة البحث‬

                                                                           ‫الميداني في سرد القصص‬

                                                                           ‫من أفواه أصحابها‪ ،‬لتخلص‬

                                                                           ‫إلى نتائج أكاديمية علمية‬

                                                                           ‫وعملية لما أوكلت نفسها‬

                                                                           ‫للخوض فيه‪.‬‬

                                                                           ‫ليس الوجه الآخر لعالم‬

                                                                           ‫من النساء اللاتي يخضعن‬

                                                                           ‫لشتى أنواع القهر الفردي‬

                                                                           ‫أو الجماعي الذي يرتع‬

                                                                           ‫بيننا‪ ،‬ولا حتى للميتافيزيقي‬

                                                                           ‫منه؛ ليس وحده عرضة‬

                                                                           ‫للمكاشفة والتشريح من قبل‬

                                                                           ‫الكاتبة‪ ،‬لكنها تضرب عمي ًقا‬

                                                                           ‫في جذور القضايا المطروحة‬
                                                                           ‫بحثًا عن العفن المسبب لكل‬
‫توحيدة بن الشيخ‬  ‫الطاهر الحداد‬                            ‫الشيخ محمد عبده‬  ‫هذه البشاعة في مجتمعاتنا‪.‬‬

‫لمنظومة ذكورية بطلها الرجل من جهة والمجتمع‬                ‫تشريح عرضي لا يسلم منه لا عرف‪ ،‬ولا خرافة‪،‬‬

     ‫المتواطئ الذي يح ِّمل المرأة سبب الخطيئة من‬          ‫ولا رجال‪ ،‬ولا نساء؛ وتشريح طولي يطال خطاب‬
    ‫جهة أخرى‪ .‬بساطة وطيبة بنات الأرياف حد‬
‫السذاجة واستغلال حاجاتهن لسد رمقهن هي من‬                  ‫السلطة من رأس الهرم حتى سلطة الشخص على‬
                                                                                                 ‫نفسه‪.‬‬
  ‫ضمن الفخاخ التي تنصب لهن في درب انتقالهن‬
     ‫من مرحلة المراهقة إلى مرحلة الشباب في ظل‬             ‫الأمهات العازبات‪ ،‬مجتمع ينمو في الخفاء والظل‬

   ‫غياب الوعي الكافي بأجسادهن بسبب تربيتهن‬                ‫كطفيليات منبوذة ضارة ُيراد التخلص منها بأسرع‬
 ‫المحافظة وبسبب تجاهل المناهج المدرسية لحقيقة‬                   ‫طريقة وأسهل تكلفة وهو الانكار والتهم غير‬
 ‫أن التصالح مع الجسد يرفد المجتمع بقوة منتجة‬
‫ويحمي أبناءه من التجني على طفل وليد لا ذنب له‬             ‫الأخلاقية الجاهزة مسب ًقا‪ .‬وأجساد مؤنثة مسكونة‬
                                                            ‫بالجان تعيش هيستيريا لا نهائية تودي بحياتهن‬
                  ‫سوى أنه حصيلة حادث عابر‪.‬‬                     ‫إلى غياهب الخزعبلات التي تربى وتترعرع في‬
                                                                                     ‫أحضان مدعي الدين‪.‬‬

‫لا يغيب عن الكاتبة تقدير الدور الجوهري الذي‬               ‫الأمهات العازبات الحقيقة والواقع‬

‫تقوم به الجمعيات من رعاية للأم وعناية بطفلها‬              ‫في البحث الميداني الذي تخوضه ال َّرايس تحرص‬

‫ودمجهم بالحياة العملية‪ ،‬وهي جمعيات توظف‬                   ‫على توثيق القصص لإعطاء العمل بع ًدا واقعيًّا‪،‬‬

                 ‫كوادر مؤهلة بتخصصات علمية في مجال علم‬    ‫حيث تزور مرك ًزا لإيواء «الأمهات العازبات»‬

‫الاجتماع والنفس‪ .‬تسليط الضوء على تلك الجمعيات‬             ‫ضحايا حوادث الحياة وشرورها‪ ،‬تسمي الأشياء‬
                                                          ‫بمسمياتها دون خو ٍف من رقابة ودون مواربة أو‬
‫وذكر فضائلها يع ِّرض للاتهام بتشجيع العلاقات‬
   ‫المحرمة ويفتح باب المواجهة مع مدعي حماية‬               ‫مجاملة فقساوة القصص لا تقبل ذلك‪ .‬تفضفض‬

                                ‫الشرف والفضيلة‪.‬‬

                 ‫هذه الأبواب تفتحها الكاتبة على مصراعيها‬  ‫الفتيات عن خوالجهن وتجاربهن بكل تفاصيلها‬

                 ‫المعلنة والمخفية الحسية والجسدية في إدانة مباشرة مستخدمة مفاتيح الكلمات‪ ،‬بلغة استفزازية‬
   36   37   38   39   40   41   42   43   44   45   46