Page 40 - merit 42 jun 2022
P. 40
العـدد 42 38
يونيو ٢٠٢2
إياد حسن
(سوريا /فيينا)
فضح المسكوت عنه..
قراءة في كتاب «الجسد المسكون
والخطاب المضاد» لحياة الَّرايس
لماذا لا يأتي ذكر النساء المصلحات عند الحديث عن حركات الإصلاح
الفكرية والاجتماعية التي تتعلق بالمرأة ،ولا يكاد يتبادر إلى أذهاننا
إلا محمد عبده ،قاسم أمين ،الطاهر الحداد وغيرهم؟ لأن مدونة
التاريخ تبقى مدونة رجالية في نهاية الأمر ،وهناك مصلحات في
بداية القرن العشرين لا يأتي التاريخ على ذكرهن من أمثال :نظيرة
زين الدين ،عائشة التيمورية ،زينب فواز ،ملك حفني ناصف (باحثة
البادية) ،توحيدة بن الشيخ أول طبيبة نسائية إلخ .وليست فقط
المدونة التاريخية من لا تحتفي بالمرأة ولا تفي النساء حقهم ،بل إن
التراث الحكائي النسائي وضع طي النسيان.
وتجاه ًل لأ ِّي من تبعاته. يطالعك الكتاب البحثي الصادر منذ فترة وجيزة
وكنتاج طبيعي لفرط الذكورة من كبت ورصد
للكاتبة حياة ال َّرايس بعنوان جاذب صادم يشي
لموضوع جسد المرأة كمعادل أبدي للعار بمحت ًوى جريء في أدبيات المرأة المعاصرة ،مضمون
والخطيئة؛ تنشأ تلك المنظومة من
قديم جديد ،بما هو مسكوت عنه
القضايا المسكوت عنها بتواطؤ من قضايا نسوية تحت مسميات
مجتمعي يعمد إلى تغييب جز ٍء بالية وحجج واهية .تبيح الكاتبة-
فاع ٍل وأساسي من مكوناته. الباحثة لقلمها أن ينيط اللثام ع َّما
وصو ًل إلى السيطرة على المدونة
التاريخية الرسمية التي يطبعها يسري في الخفاء و ُيتستر عليه
بطابع ذكوري لا تحتفي بالمرأة تب ًعا لاعتقادات مجتمع
نحتت أبعاده ذكورة
وإنجازاتها. مشوهة ،فالإفصاح عما
تمزق الرايس وثيقة التابوهات هو مسكو ٌت عنه عار
ولزا ًما عليه أن يدفن في
الثلاثة لتطلق العنان لحسها
السردي في رصد التفاصيل مهده تعاميًا عن مسبباته
حياة الرايس