Page 35 - merit 42 jun 2022
P. 35
هذه ُمقدمات يحاو ُل بها الشاعر محمد شكري
انقلابه على أبيه ُمبرًرا استحقاقه
أ -الرحيل الأول(.)8
القتل عن جدار ٍة .وحتى لا يظن ب -كشحا ٍذ ُيمسك د ْفت ًرا(.)9
بنا القاريء الظنون ،فإن ما أتحدث
جـ -قطار المناشي(.)10
عنه هو عملية قتل مجازي وقتل بالإضافة إلى عد ٍد من نصوص المسرح ،فا َز واح ٌد
معنوي للأب الأدبي ،الأب ال َجمالي منها (الإسكافي) بجائزة ال ُفجيرة الدولية لنصوص
المونودراما .2017لكن ذلك ليس محل دراساتنا
التقليدي ،وهي من سمات الآن .وعند الرجوع إلى عناوين مجموعاته الشعرية
الشعراء الصعاليك الذين ُينكرهم الثلاث ستج ُد ملمح (الصعلكة) حاض ًرا بشكل جلي؛
آباؤهم لفرط ما يأتون من جرأة أو
فكلها عناوي ٌن ُتشي ُر إلى الترحال والتنقل بشكل
"وقاحة" في القول أو الفعل. أو بآخر ،وتحمل إشارات بعيدة إلى طبيعة ذلك
الترحال والتنقل المقترن إما بالتمرد أو بالفقر أو
«قطار المناشي»:
بهما م ًعا:
في القصيدة الأولى من الكتاب والتي جاءت بعنوان أ-الرحيل الأول ◄ إشارة إلى أن ذلك الرحيل
في المشاضعم ُرونساقحصًرياد ِتم ِهر،اومات ًغامرف ًديا (هي البيرة )..يجي ُء الأول أعقبت ُه سلسلة رحيل متوالي.
إشارا ِت ِه ،صعلو ًكا في ب-كشحا ٍذ ُيمسك د ْفت ًرا ◄هل للشحاذ أن ُيسمك
رؤيتِ ِه .إن في ذلك كثي ًرا مما قد ُيقال حول احتشاد دفت ًرا؟ إلا إذا كان ُمتمر ًدا ويطلُ ُب حساب الجميع!
عتبات الحداثة في هذا النص جنبًا إلى حنب مع
جماليات الصعلكة التي جعلت من الخمر ضحي ًة ج-قطار المناشي◄ رحلة ال َفقر والحاجة.
غير أن حظ هذه المُقاربة من تلك المجموعات الثلاث
لسوء الفهم إن جاز لنا التعبير ،حي ُث ُيقد ُم الشاع ُر هو الكتا ُب الأخير (قطا ُر المناشي) الذي أتى ُمعب ًرا
وظيف ًة جديدة وصادمة للخمر التي عهدها السكارى
ُتذه ُب العق َل و ُتنسي همو َم الحيا ِة وأكدارها. عن حداثة النص الشعري الواعية حي ُث ُيشاك ُس
فالخم ُر والسك ُر (وهو ديد ُن الشعراء الصعاليك) الن ُّص المورو َث في كل شيء و ُيناك ُد المألوف حد
هو آلة الزمن التي ُيساف ُر بها الشاع ُر للماضي الرفض الثوري المُتطرف أحيا ًنا.
ل ُيحاك َم التاري َخ و ُيستحض َر أبطال ُه ليوجه لهم -2محطات الحداثة وجماليات الصعلكة في
أصابع السخرية المرة ،ويكنسهم من على الطاولة
وهو يتناول المزة مع البيرة و ُيتاب ُع الراقصة التي
اخترق من خلال ُسرتها (الثقب الكوني) حجاب
الزمن ليرى سكرا َن ما لا يرا ُه اليقظا ُن ،يقو ُل(:)11
في ُنز ٍل مفتو ٍح
با ٌر رخي ٌص
وراقصة بيضاء
والبير ُة في الأكواب