Page 34 - merit 42 jun 2022
P. 34

‫العـدد ‪42‬‬   ‫‪32‬‬

                                                       ‫يونيو ‪٢٠٢2‬‬

                   ‫‪ -‬الصعلكة ُلغ ًة‪:‬‬                        ‫وقد نستطي ُع أن نسو َق عد ًدا من الرؤى حول‬
‫اش ُتقت في الأساس من مادة « َص ْع َل َك» وفي‬             ‫قصيدة النثر‪ ،‬ومن ثم نخلُص بمفهوم أو مفاهيم‬
‫لسان العرب‪« :‬تصعلكت الإبل إذا دقت قوائمها‬
‫ال ِس َمن‪ .‬والتصعلك‪ :‬الفقر‪ .‬وصعاليك العرب‪:‬‬                                      ‫ُتشي ُر إلى قصيدة النثر‪.‬‬
‫ذؤبانها‪ ،‬وكان ُعروة بن الورد ُيسمى عروة‬                     ‫واجه ْت محاولات صك مفهوم جامع لقصيدة‬
‫الصعاليك لأنه كان يجمع الفقراء في حظيرة‬                   ‫النثر عد ًدا لا بأس به من المصاعب (عاد ًة يجيء‬
                                                            ‫المفهوم ُمراو ًغا ولا يصم ُد كثي ًرا أمام الاختبار‬
                   ‫فيرزقهم مما يغنمه»(‪.)6‬‬                   ‫التطبيقي)‪ .‬وبحسب شريف رزق فقد تركزت‬
                                                       ‫الإشكاليات الأساسية لقصيدة النثر في (المُ ْص َطل ِح‪-‬‬
‫لكن الصعلكة (شع ًرا) تأتي على مسافة ُملغزة‬             ‫الإي َقا ِع‪ -‬كيفي ِة تحقي ِق الشعري ِة‪ -‬علاقتِ َها ِبالسر ِد)‬
     ‫أحيا ًنا بين المعنى اللغوي للكلمة والمعنى‬           ‫(‪ )5‬ويستطيع المتأمل لتلك الإشكاليات أن يرى أن‬
 ‫الاصطلاحي‪ ،‬حي ُث أنها تهض ُم المعنيين تما ًما ولا‬     ‫«المُصطلح» هو بؤرة الإشكالية‪ ،‬كيف لا وهو يجمع‬
‫تتنكر لما فيهما من صفات ليست محمودة‪ ،‬غير أن‬                ‫لفظتين تحملان ظلا ًل وتاري ًخا (وأيديولوجيا)‬
‫الصعلكة ( ِشع ًرا) تنقس ُم وفق ما أرا ُه إلى قسمين‬
                                    ‫رئيسين‪:‬‬                                         ‫ومعاني ُمتعارضة!‬
                                                                               ‫‪ -3‬الصعلكة «شعر ًّيا»‪:‬‬
‫أ‪ -‬الصعلكة الشعرية الشكلية‪ :‬حي ُث نتحدث عن‬
‫الشعراء اللصوص في قبيلة العرب‪ ،‬الذين يسرقون‬                                      ‫‪ -‬الصعلكة اصطلا ًحا‪:‬‬
                                                             ‫للكلم ِة «الصعلكة» ظلا ٌل من الدونية وال ِخزي‬
‫ويقطعون الطرق لكي يواجهوا حاجتهم الماسة‬
                                                       ‫والفقر في معناها العام‪ .‬كما أن تصورها من منظور‬
‫للمال وبالتالي «شرعنة الجرائم باتقاء الفقر «(‪.)7‬‬         ‫سوسيولوجي ُيحيلُنا إلى متاهات صراع الطبقات‬
                                                            ‫(طبقات الناس وليس الشعراء) حي ُث لا يغي ُب‬
‫ب‪ -‬الصعلكة الشعرية المضمونية‪ :‬والإشارة إلى‬                ‫عن ذهن القاريء العادي وحتى غير القاريء أن‬
                                                          ‫«الصعلوك» هو الفقير المُعدم الذي لا مال له ولا‬
‫«المضمون» ُهنا واضحة‪ .‬وأتحدث ُهنا عن الصعلكة‬
‫باعتبا ِرها رؤية وموقف من الحياة أو من الشعر‬             ‫أهل له ولا عشيرة تتعصب له أو ينتمي إليها كما‬

‫والإبداع‪ .‬في هذا النوع من الصعلكة الشعرية تجيء‬           ‫أن دوره الاجتماعي لا يتعدى كونه الشماعة التي‬

‫الصعلكة ردي ًفا للتمرد و»التجرد‪ /‬الانجراد» من‬           ‫ُيعل ُق عليها «الأغنياء والنبلاء» كل بلايا وإخفاقات‬
   ‫كل عادات القبيلة‪ /‬المُجتمع في ُخطوة أولى لنق ِد ِه‬                                       ‫المُجتمعات‪.‬‬
    ‫والهجوم عليه «شعر ًّيا» في ُلغ ٍة ومضامين غير‬
‫مألوفة‪ .‬وللصعلكة في الشعر تاري ٌخ طوي ٌل ومج ٌد لا‬
                   ‫ُينسى!‬
      ‫‪ -1‬محمود‬
‫الكرشابي‪ِ ..‬شعر‬

‫الصعلكة‪:‬‬
‫لو ن َظرنا بعين‬
‫الفاح ِص والمُدقق‬

‫لعناوين المجموعات‬

‫الشعرية الثلاث‬

  ‫التي َص َدرت‬
‫للشاعر محمود‬

‫الكرشابي حتى‬

‫الآن‪ ،‬سنجدها على‬

‫الترتيب وفقا لسنة‬

‫النشر هي‪:‬‬
   29   30   31   32   33   34   35   36   37   38   39