Page 29 - merit 42 jun 2022
P. 29

‫‪27‬‬          ‫إبداع ومبدعون‬

            ‫رؤى نقدية‬

                                                                  ‫وفي «هبات ساخنة» نستحضر‬

                                                                  ‫شخصيات بعينها‪ ،‬كان لها‬

                                                                  ‫دور في هذه التجمعات‪،‬‬

                                                                  ‫لعل أهمها الكاتب «مكاوى‬

                                                                  ‫سعيد» الذى تلقبه وتهديه‬

                                                                  ‫الكاتبة روايتها‪ ،‬وإلي‬
                                                                  ‫صديقتها الملهمة و ِسيمة‬

                                                                  ‫الخطيب‪ .‬في حديث معها‬

                                                                  ‫قالت سعاد سليمان‪“ :‬ما‬

                                                                  ‫كانش ينفع أن أتحدث عن‬

                                                                  ‫وسط البلد‪ ،‬وأغفل دور‬

                                                                  ‫مكاوى سعيد والحاج‬

                                                                  ‫مدبولى” هكذا يفرض الآني‬

                                                                  ‫نفسه‪ ،‬وليس التاريخى فقط!‬

                                                                  ‫الهبات الجسدية التى‬

‫مكاوي سعيد‬  ‫لطيفة الزيات‬                            ‫إيزاك ديكسون‬      ‫تعانيها سلمى يعانيها‬
                                                                  ‫الوطن‪ ،‬حتى انتفض أبناؤه‬

 ‫الحكومة”؟ لنتأمل ما كتبته الكاتبة‪ /‬الساردة علي‬     ‫في ثورة ‪ 25‬يناير‪ .‬اتخذت فصول الرواية من حالة‬
  ‫لسان مكاوى سعيد‪« :‬البنات الأصغر منكم‪ ،‬وما‬
‫عندهمش إمكانياتكم‪ ،‬بيحققوا إنجازات‪ ،‬وبيكسروا‬        ‫الهبات عناوين لها‪“ :‬هبة مفقودة”‪“ ،‬هبة ساخرة”‪،‬‬

                                       ‫الدنيا»‪.‬‬     ‫“هبة حنونة”‪“ ،‬هبات متتالية تنقذ أمي من خناقة‬
‫حاولت البنات تعويض خيباتهن‪ ،‬بممارسة حياتهن‬
                                                    ‫قد أطيح فيها بما تبقى بيننا»‪« ،‬هبة ساحرة»‪،‬‬
   ‫الخاصة دون خجل‪ ،‬بعد أن تحررت دواخلهن‪،‬‬
     ‫فتحت كل واحدة صندوق البندورة فتطايرت‬           ‫«هبة خارجية»‪« ،‬هبة قاسية»‪« ،‬هبة شرسة»‪« ،‬هبة‬

 ‫الحكايات شر ًقا وغر ًبا شما ًل وجنو ًبا‪ ،‬فقد حولت‬  ‫شديدة السخونة»‪« ،‬هبات تنخر جلدى»‪»،‬هبات‬
 ‫حكاياتهن العالم إلي قرية صغيرة يتنقلن فيها من‬
‫أقصى الشمال إلي أقصى الجنوب‪ .‬لم يعوض ذلك‬                          ‫لوليتا‪ /‬ليلي»‪« ،‬لعبة الهبات الساخنة”‪.‬‬
  ‫الانهزامية التى لاحقت الشخصيات‪ ،‬وعجلت من‬
                                                    ‫أفلت عنوان فصل واحد من هذه الهبات «نساء‬
                                ‫قدرها المحتوم‪.‬‬
  ‫سلمى التى تتولى سرد حكايات البنات‪ ،‬سلطانة‬         ‫ثاني أكسيد الكربون»‪ ..‬هذا العنوان جاء علي لسان‬
  ‫التى لا تتحكم في شهواتها‪ ،‬فكل رجل تراه يمثل‬
‫مغامرة جنسية شبقية‪ ،‬لا بد أن تمارسها‪ ،‬وفريدة‬        ‫شخصية مكاوى سعيد‪ ،‬سألت سعاد‪ :‬كيف حصلت‬
  ‫وفتنة وأميرة وإيساف وسماهر وسيناء ولوليتا‬
‫وراجية‪ ،‬يسير المتخيل بجوار الواقعى‪ ،‬وفي أحيان‬       ‫علي هذه الكراسة؟ وهل هناك كراسات أخرى كتبها‬
   ‫كثيرة يتفرد الواقعى ويتوهج‪ ،‬وبخاصة حينما‬
                                                                  ‫مكاوى سعيد؟‬
     ‫تتحدث الساردة عن وقائع أحداث ‪ 25‬يناير‪،‬‬
     ‫تجدها فرصة لتؤكد على مدى معاناة البنات‪،‬‬        ‫قالت‪ :‬هذه الكراسة من خيالى‪ ،‬وما جاء علي لسان‬
 ‫ومحاولتهن إيجاد أنفسهن في المقاومة‪ ،‬ومساعدة‬
                                                                  ‫مكاوى سعيد أنا التى كتبته‪:‬‬

                                                    ‫إذن كان هذا الفصل بمثابة وضع الشخصيات‬

                                                    ‫تحت مجهر التحليل‪ ،‬فهو ينتمى لنقد الشخصيات‬

                                                    ‫وتقييمهم أكثر من كونه حكاية سردية‪ ،‬هذا الفصل‬

                                                    ‫المغلف بخفة الدم‪ ،‬والسخرية‪“ ،‬هل كلهم نسوان‬
                                                    ‫ح ًّقا؟”‪ ،‬بالطبع لا‪ ،‬فثمة نماذج رائعة‪ ،‬والمدهش أنها‬

                                                    ‫تنتمى إلي الطبقة الفقيرة الشقيانة التى تجاوزت‬

                                                    ‫معاناتها ومحنتها‪ ،‬وهل كانت المعاناة مرتبطة بعمر‬

                                                    ‫المرأة‪ ،‬فلما تقدمت فى العمر‪ ،‬عانت مصير «خيل‬
   24   25   26   27   28   29   30   31   32   33   34