Page 27 - merit 42 jun 2022
P. 27
25 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
د.زينب العسال
سعاد سليمان تلهبنا
بهباتها الساخنة
هذا الفصل بمثابة وضع الشخصيات تحت مجهر التحليل ،فهو ينتمى
لنقد الشخصيات وتقييمهم أكثر من كونه حكاية سردية ،هذا الفصل
المغلف بخفة الدم ،والسخرية“ ،هل كلهم نسوان ح ًّقا؟» ،بالطبع لا،
فثمة نماذج رائعة ،والمدهش أنها تنتمى إلي الطبقة الفقيرة الشقيانة
التى تجاوزت معاناتها ومحنتها ،وهل كانت المعاناة مرتبطة بعمر
المرأة ،فلما تقدمت فى العمر ،عانت مصير «خيل الحكومة»؟ لنتأمل
ما كتبته الكاتبة /الساردة علي لسان مكاوى سعيد« :البنات الأصغر
منكم ،وما عندهمش إمكانياتكم ،بيحققوا إنجازات ،وبيكسروا الدنيا».
لتعيد لنا أسئلة من قبيل :هل حصلت المرأة على ما تابعت بعض ما كتب عن «هبات ساخنة” ،أحدث
أرادت من الحرية؟ وإلى أى مدى تقبَّل الرجل حرية
المرأة؟ هل تغيرت وجهة نظر المجتمع للمرأة بشكل روايات سعاد سليمان ،غالبية الكتاب تعرضوا
للإشكاليات الأنثوية ،وبعض ملامح الكتابة
عام؟ كيف فعل الاستقلال المادى في تعزيز حرية
المرأة؟ كيف ترى المرأة ذاتها ،في ظل سياقات القهر النسوية التى أثارتها الرواية ،لكننى وجدت في
«هبات ساخنة» تعبي ًرا عن اتجاه آخر ،يبدو أنه
والتعنت التى تواجهها في حياتها؟ مخالف لتلك المقاربات ،يشير هذا إلى تعدد الدلالات،
تلقفت بعض الكاتبات ،صيحة «أكتبى جسدك وقدرة الخطاب السردى علي إثارة القضايا الفكرية
بحرية» ،فانبرت أقلام الكاتبات تصور معاناة جسد والنفسية والاجتماعية الخاصة بالمرأة والرجل م ًعا.
أوهمنا النص السردى المحكى بصوت أنثوى ،بأنه
المرأة علي كافة الأصعدة. يتتبع حكاية مجموعة من البنات ينتمين لشرائح
ما أقسى أن تعاني المرأة قهر جسدها! هذا الباب مجتمعية مختلفة ،بينهن مشترك ،هو الاضطهاد
الذكورى في صوره المتعددة ،وكيف واجهت كل
الذى ولجت منه الكاتبة /الساردة إلى خطاب
الألم والقهر والضعف وفقدان الروح الأنثوية، بنت هذا الاضطهاد بالتمرد.
واستلامها للذبول والمرض ،فالخطاب السردى منذ أن كتبت لطيفة الزيات روايتها “الباب المفتوح”
يلج من باب الانهزام وانسحاب رونق الأنوثة،
وانكماش روحها ،والسقوط في دوامات الصداع، التى مهدت الطريق لكتابات مغايرة عما سبقها،
وهبات السخونة ،والدوخة ،وتهدل الأثداء ،وتسرب تأتى «هبات ساخنة” -بعد أكثر من ثلثي قرن-