Page 43 - merit 42 jun 2022
P. 43

‫‪41‬‬               ‫إبداع ومبدعون‬

                 ‫رؤى نقدية‬

                                                               ‫عالم الغيب والإله والعرش‪ .‬وما‬
                                                                     ‫إن تخفض بصرها حتى‬

                                                                 ‫تجد أهل بيتها وعائلتها التي‬
                                                                           ‫تذكرها بواجباتها‪.‬‬

                                                                  ‫الرجل ليس بيض ًة‬
                                                                       ‫كي ي ُكسر‬

                                                               ‫يرتع الرجل في جل‬

                                                               ‫الفضاءات الخارجية‪ ،‬هي‬

                                                               ‫حقيقة يقابلها بقاء جسد‬

                                                               ‫المرأة محجبًا ومخفيًّا لكنه‬
                                                                 ‫لا ينفجر إلا بالجذبة أو‬

                                                               ‫المرض العقلي؛ إنها المتنفس‬

                                                               ‫الوحيد للتعبيرات المكبوتة‪.‬‬

‫نظيرة زين الدين‬  ‫قاسم أمين‬                          ‫زينب فواز‬     ‫ويختصر الجسد في‬
                                                               ‫منطقتين أساسيتين هما‬

                                                               ‫الرحم والمهبل التي تتمحور‬

     ‫يعيش في الخفاء ليس له دراية بشؤون الحياة‬       ‫حولهما كل المناطق الأخرى‪ ،‬ولكن الجسد موضوع‬
     ‫الخارجية‪ .‬وهنا يكمن السؤال بين الرابط بين‬
 ‫الأعراض المرضية وبين الوسط الاجتماعي الثقافي‪،‬‬      ‫للرغبة لارتباطه بالجمال والإثارة‪ ،‬من هنا ضرورة‬
   ‫بين الأعراض والتربية وبين الأعراض وعلاقتها‬
‫المباشرة وغير المباشرة مع الاعتقادات السائدة‪ .‬أي‬    ‫محاصرته وإخفائه تحت ألف حجاب وسجنه بين‬

          ‫الأعراض كعامل محدد للوسط العلاجي‪.‬‬                    ‫أربعة جدران‪.‬‬

   ‫من سلطة الإنس إلى سلطة الجان‬                     ‫تستغرب الكاتبة من أن الجسد المنبوذ هو محت ًفى‬

   ‫كيف يسلِّم الجسد نفسه من سلطة البشر المرئي‬       ‫به أي ًضا‪ ،‬فالحمام والاغتسال والحناء والنقشة وكل‬
    ‫إلى سلطة ميتافيزيقية؟ سؤال تبحث الكاتبة عن‬
  ‫إجابته في المقاربات العلمية التي تدفع بالجسد إلى‬  ‫مظاهر الزينة والشعر الأسود والامتلاء هو رأس‬
  ‫هذا الاستسلام إلى سلطة غير مرئية‪ .‬جسد المرأة‬
                                                               ‫مال يمثل سلطة اجتماعية يجب حمايتها‪.‬‬
      ‫المنضوي تحت سلطة المجتمع إما أن يستبطن‬
      ‫خطاب السلطة وينضوي تحتها ويضع نفسه‬            ‫الجسد المرغوب فيه هو جسد يمنح الحياة‬
     ‫في خدمة مصالحها وإما أن يشذ وينفر ويثور‬
      ‫ويتمرد نتيجة الحصار الفعلي والرمزي الذي‬         ‫ولكن أي ًضا الحرص على بكارة البنت بإغلاق كل‬
    ‫يعاني منه الجسد‪ .‬يصبح الجسد مهيَّأً لانفجار‬         ‫الطرق لكي تجنبها أي اتصال جنسي هو أشبه‬
  ‫خطير سيصيبه نتيجة الضغط‪ ،‬والكبت‪ ،‬والحرام‪،‬‬
                                                    ‫بالتصفيح‪ .‬فتدخل البنت في علاقة حيرة وتوتر مع‬
                                      ‫والممنوع‪.‬‬
‫هنا يعبر الجسد عن نفسه بالانفجار‪ ،‬وفي ظل غياب‬         ‫جسدها‪ ،‬ولا تعرف هل هو مصدر لذة أم مصدر‬
                                                    ‫لعنة‪ُ .‬ت َل َّقن البنت منذ نعومة أظفارها بأهمية البكارة‬
                                                    ‫لكنها تظل جاهلة بظاهرة فيزيولوجية بسيطة وهي‬

                                                                                           ‫الحيض‪.‬‬

                                                         ‫وهكذا فإن الجسد هو منتوج اجتماعي شكلته‬
                                                    ‫الثقافة‪ ،‬لذلك ُفرض عليه الاحتجاب بعي ًدا عن أنظار‬
                                                     ‫الرجل‪ ،‬المرأة لا ترتاد الأماكن العامة‪ ،‬إنها مخلوق‬
   38   39   40   41   42   43   44   45   46   47   48