Page 67 - merit 42 jun 2022
P. 67
65 إبداع ومبدعون
القصــة
صلاح عساف
ميتابوليزم
يواصل جسده طريقه نحو البدانة دون توقف. تلبية لرغبة حبيبته الأولى ،شرع في إنقاص
ه َّد َدته بقطع علاقتهما إذا استمر يسمن .لكنه لم وزنه .قالت له :لا يمكن أن تتقدم لخطبتي وأنت
يعد باستطاعته أن يمنع حبها عن النمو ،ولا أن بهذه البدانة .ألزمته بنظام غذائي قا ٍس ،وتعهدت
يكبح جسده من التضخم. بمرافقته يوميًّا إلى الجيم.
حين انتفخ وصار بالو ًنا متكو ًرا ،أنفذت تهديدها. بعد عدة شهور اكتسب قوا ًما مثاليًّا .غير أن نحافته
تلفت حوله ولم يجدها .آلمه حبه وجسده ،وذهبت
واصلت عملها دون توقف ،كما لو كانت تعمل
شهيته للطعام. بإرادة تخصها وحدها .وحين أعيتها كل السبل
ذات يوم ،دحرجه الحزن وخواء الأيام الطويلة
التالية نحو الجيم .فوجئ بوجه حبيبته الأولى لإنقاذه ،أغلقت دونه وسائل الاتصال بينهما،
يطالعه وهي تمشي في اتجاهه على آلة المشى ،لكنها وقررت الخروج من حياته.
لا تصل إليه .وحين نزلت وتقدمت نحوه هاله
في الوقت الذي صار فيه نحي ًل بصورة لا يمكن لمن
بدانتها .قالت له: عرفه تصديقها ،كان قد تعرف إلى حبيبته الثانية
لم أتخل عنك .أُجبِرت على الزواج.
تطلَّع في وجهها صامتًا ،وهي أضافت: التي ر َّو َعها هذا النحول .تبنَّت حالته بحماس دافئ
وطيبة .وأشرفت على تنفيذ روشتة طبية تعيد
وها أنا الآن أرملة.
في اتجاه الباب ثمة آله أخرى للمشي .خطا نحوها لجسده بعض ما فقده من وزن .أطلقت شهيته نحو
أطعمة دسمة ،حافلة بالدهون والسكريات .حتى
بتثاقل واعتلاها .أعطاها ظهره .وبدأ في المشي. استعاد قوامه صورتة المثالية التى كان عليها في
وقت ما من قبل .وأخبرته أن عليه أن يتوقف الآن
محتف ًظا بهذا المستوى المرجو من الشفاء.
كان حبه لها يك ُبر و ُيس ِكر روحه ،في الوقت الذي