Page 72 - merit 42 jun 2022
P. 72
العـدد 42 70
يونيو ٢٠٢2
كريم فريد
محاولة جدية لإنهاء قصة
القومي الخمسة ،والبكارة في شعر وديع سعادة! كل هذا بسبب مريم!
ستون دقيقة وأنا أتلعثم حينًا ،وأتحدث بجمل هكذا ودون استهلال طويل ،أتبع أقصر الطرق،
وكلمات غير متصلة ولا مفهومة ،في النهاية قبضت وأقبض على الأمس؛ مفتاح الأحجية ،والنجمة
يد اليأس على عنقي فشعرت بالاختناق ،وهممت القطبية المتوارية في قلبي.
بإنهاء المكالمة ،لكنها أدركت اضطرابي ،وعاجلتني
بوعيها لما أرنو. -حسن سينشرها ،أنا متأكدة.
دون دليل حلت مريم أحجيتي ،وفكت طلاسم قالتها لتحسم ترددى ،وتقنعني بإرسال قصة
«الإوزة والحلق» للمجلة ،وهي تدرك قلقي من
الجمل والكلمات ،وحدها فهمت السؤال من وراء كل الرفض ،ومقدار كراهيتي للعبة التعلق والانتظار،
الترهات ،كانت أجرأ مني ،وصرحت في وقت فشلت وها أنا ذا وللمرة الثانية أخطئ ،وأدفع وحي ًدا ثمن
أنا فيه حتي بالتلميح. الاستماع لنصائح الآخرين.
أسبوع يتلو الآخر ،وأنا قيد الانتظار ..أشترى عدد متى كانت المرة الأولى؟
المجلة ،وأتصفحها على عجل ،وأسير وفي نفسي فلاش باك :تقنية كتابة معروفة يفرط في
ثقة واطمئنان ،الدور لم يصبها بعد ،مريم شددت استخدامها المبتدئون ،لكنني سأهرب من ذلك الفخ
على جودتها ،وإسلام فسر لي الإشارات ،وأكد أنها
ستجيب على سؤالي في القريب ،وأن الخجل الأنثوي بتلوين الكلمات ،لن أستخدام الأبيض والأسود
أو حتى الخام ،لا دا ٍع أب ًدا للإسهاب رغم أهمية
وحده يمنعها من التعبير ،وإبداء الموافقة بشكل الحدث! سأقصه كما يأتيني ..صور مبعثرة ،وجمل
فوري.
وكلمات متقطعة ،لكنها بالغة الحدة والنفاذ.
مر الشهر وتبعه أعوام ،وأنا أنتظر ،وأستفهم من فوق أحد طاولات المقهي أقنعني إسلام صديقي
عبد الرحيم فيقول ..الممارسة المستمرة تحسن
بالتحدث إلى مريم ،والبوح بما في صدري،
من جودة الأداء ،لا دا ٍع لفقدان الأمل ،فقط مارس فرضخت إلى إلحاحه ،وحملتني المشاعر على
وتمهل ،وسترى بعينك البشائر ،لذا حاولت نسيان التقدم ،وحملتني شجاعة التغاضي عن الهواجس
مريم ،والقصة التي لم يصبها الدور بعد ،وقررت والاضطرابات في نفسي ،وبالفعل حادثتها في
الشروع في كتابة قصة جديدة عن عجوز وحفيده
المشاكس وفانوس ،دون تخطيط مسبق أو تفكير في الهاتف لما يقرب الساعة.
المعني والتقنية أو حتى الحبكة وكل تلك النصائح ستون دقيقة مرت وأنا أشرح لها تداعيات التحول
الرأسمالي على بنية المجتمعات ،وأقواس الأمن