Page 77 - merit 42 jun 2022
P. 77

‫‪75‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫قصــة‬

                         ‫قيمة لها ولا بد أن توأد‪.‬‬       ‫أدقق النظر في عينيها الصغيرتين‪ ،‬أنفها الكبير‪،‬‬
‫وأنا‪ ..‬وأنا‪ ..‬لا مكان في روحي يصلح للدفن‪ ،‬لم يعد‬                     ‫ذقنها‪ ..‬نعم أعرف هذه العجوز‪.‬‬

                          ‫هناك متسع لكفن آخر‪.‬‬       ‫تخونني الذاكرة كما خانتني قوتي‪ ،‬تشعر بحيرتي‪،‬‬
                ‫تبكي العجوز‪ ،‬نردد سو ًّيا يا الله‪.‬‬   ‫تضمني لصدرها‪ ،‬تغمغم بكلام غير مفهوم‪ ،‬يزيد‬
    ‫أنظر لها في دهشة‪ ..‬يتحرك لساني دون نطق‪..‬‬
          ‫كأنني أنظر في المرآة بعد سنوات كثيرة‪.‬‬     ‫بكائي كأن أبكي بين ذراعي أمي‪ ،‬لكن عناقها أرحم‬
    ‫لم ألاحظ قميصها الملطخ بدم قديم ولا صوتها‪،‬‬                                             ‫وأطيب‪.‬‬
‫كل ما لاحظته أن لا مكان لقلبها‪ ،‬فارغ صدرها من‬
                                                     ‫أقول‪ :‬تعبت ووهنت وشاخ جذعي ويبس جماري‪،‬‬
                                   ‫جهة اليسار‪.‬‬                               ‫ألم تقولي لي إنني نخلة؟‬
         ‫من هول المنظر ألقي بجسدي على الطريق‬                                     ‫تقول أنت من قال‪.‬‬
   ‫فتتقاذفني السيارات‪ ،‬كمشهد دهس لقطة ضالة‪.‬‬
        ‫وتعود روحي للبيت بقميص أبيض جميل‪.‬‬                  ‫أصرخ‪ :‬يا إبراهيم‪ ..‬يا إبراهيم‪ .‬ولا مجيب!‬
                                                              ‫تقول‪ :‬لم تحبي امرئ قط اسمه إبراهيم‪.‬‬
                               ‫‪ 19‬فبراير القبيح‪.‬‬
                                                         ‫تشخص عيناي في الفراغ وأعترف أن كل من‬
                                                                          ‫أحببتهم أسميتهم إبراهيم!‬

                                                       ‫آخر إبراهيم طعنني منذ ساعات بأن المشاعر لا‬
   72   73   74   75   76   77   78   79   80   81   82