Page 76 - merit 42 jun 2022
P. 76
العـدد 42 74
يونيو ٢٠٢2
ماجدة حسانين
أسميتهم إبراهيم
البارود يتسرب من صدري ،يشوى قلبي من كل أصبت بنوبة حزن شديدة ،عرفت كيف يصعق
جوانبه. القلب بصاعقة هائلة من الألم.
لا أعلم كم ساعة ُمرة مرت وأنا على هذه الحالة، كأن قلبي يتفتت في قفصه ولا أكذب حين أقول
طريق عليه سيارات تمر بسرعة الضوء أمامي، إنني شاهدت د ًما يلفظه من صدري ،أيقنت بأني
فشلت في معرفة كيف تخطيته للجانب المقابل،
سأواجه الموت لا محالة.
قميصي الأبيض أصبح أحم َر يفوح منه الدم سترت جسمي بملابس تصلح لعيون المارة
والموت ،أجلس على الرصيف أدفن رأسي بين وغطيت شعري دون ترتيب ،رغبت في ألا يشاهدني
ذراع َّي وأبكي. أبنائي وأنا احتضر.
كأن كل الأمهات قتلت وكل الأطفال وغدت المدينة لن تحتمل قلوبهم الصغيرة هذا الكم من الجحيم.
فارغة إلا مني. لا تقوى قدمي على المشي ولا تحمل هزات
يد تربت على ظهري أحاول بجهد غريب رؤية الاحتضار ،وجوه الناس شبه مختفية ،مختلطة
صاحب اليد ،بعدما استطاعت عيني إتمام عملها بلافتات المحلات وأرقام السيارات ،يحاول إسنادي
رأت عجو ًزا تجاوزت الكثير من السنين ،كأني شخص ورائي لا أذكر رج ًل أم امرأة ،انزع ذراعي
أعرفها. من قبضته قائلة أنا بخير ..أنا بخير.