Page 74 - merit 42 jun 2022
P. 74

‫العـدد ‪42‬‬   ‫‪72‬‬

                                                    ‫يونيو ‪٢٠٢2‬‬

‫قصة عن «إوزة وحلق» ضعيفة وغير قابلة للتنفيذ‪،‬‬        ‫النقود‪ ،‬فآخذها من يده‪ ،‬وأتخذ جانبًا‪ ،‬وأميل بكتفي‬
‫ومريم تهوى الواقعية‪ ،‬والدراما في قصة رجل وولد‬            ‫إلى الأمام قلي ًل‪ ،‬وأصر على عدها قبل التحرك‪،‬‬
                                                       ‫وفقدان دورانا فى الطابور‪ ،‬دون التفات للصياح‬
                            ‫أكثر حقيقية وتأثي ًرا‪.‬‬                                 ‫القادم من الخلف‪.‬‬
‫الخلاصة‪ ..‬أن العجوز اشترى الفانوس بعد مناهدة‬                            ‫‪ -‬يا جدي هموت من الجوع‪.‬‬

       ‫طويلة مع عدلي الصغير‪ ،‬والذي سب الرجل‬           ‫يقولها فأقول‪ :‬جدتك عاملة لنا فرخة محترمة على‬
  ‫والشارع وتجارة الفوانيس فى سره مرا ًرا‪ ،‬ولولا‬                                              ‫الغداء‪.‬‬

     ‫عشرة العجوز مع الحاج الله يرحمه‪ ،‬وأصول‬                                             ‫فيرد بخفة‪:‬‬
    ‫البيع لود أن يحطم الفانوس فوق رأسه ورأس‬                           ‫‪ -‬وعاملة علبة «الجلاتي» أكيد‪.‬‬
    ‫حفيده المضجر‪ ،‬والذي حاول إفساد البيعة بكل‬        ‫على عجل نترك ماكينة الصراف والطابور‪ ،‬ونسلك‬
 ‫الطرق‪ ،‬وإثناء جده عن الشراء‪ ،‬لكن العجوز صمم‪،‬‬         ‫هر ًبا من الشمس طري ًقا مختل ًفا للعودة‪ ،‬ونشترى‬
                                                          ‫اللحم من الجزار‪ ،‬والكنافة والقطائف من عند‬
                                      ‫واشترى‪.‬‬               ‫عثمان الطعمجي الذي يترك الفول والشبت‬
  ‫أخذ العجوز الباقي من يد البائع وطواهم في يده‪،‬‬           ‫والخضرة قبل حلول رمضان بأيام‪ ،‬ويصنع‬
    ‫ولم يلبث أن وضعهم في يد عجوز تبيع المناديل‬       ‫الكنافة والقطائف فى فرن بلدى ينصبه أمام المحل‪.‬‬
                                                       ‫وتعجبني أشكال الفوانيس وألوانها عند العادلي‪،‬‬
     ‫والدوم‪ ،‬وتركن عند سور المدرسة الابتدائية‪..‬‬          ‫وأفكر في مريم وجيراني ولاد الكلب والشارع‬
                                                     ‫الكئيب‪ ،‬فأترك الواد وما يحمل‪ ،‬وأتجه إلى الفرشة‪،‬‬
                                                      ‫وأقلب في الأشكال والألوان‪ ،‬وأستفهم من العادلي‬
                                                    ‫الصغير عن الأسعار فأجد السرقة عيني عينك! فلا‬
                                                     ‫أهتم‪ ،‬وأختار فانو ًسا مثلث الشكل مثل أيام زمان‪،‬‬
                                                    ‫وكما تفضله البنت‪ ،‬وآخذه بثمانين جنيها بعد ثلاثة‬
                                                     ‫أيمانات طلاق من فمه‪ ،‬واثنان من قبلي‪ ،‬واستفهام‬
                                                                    ‫عما إذا كان مسامح في الفانوس؟!‬
                                                      ‫استدراك أو محاولة لإنهاء قصة بصورة درامية‪:‬‬
                                                      ‫الدراما يا عبد الرحيم‪ ،‬الدراما تقتضي بأن تنشر‬
                                                    ‫قصة الإوزة والحلق بعدما أفقد الأمل‪ ،‬وأهجر كتابة‬
                                                        ‫القصص كليًّا‪ ،‬أو أشرع فى كتابة قصة جديدة‪،‬‬
                                                    ‫إيما ًنا بحظوظي لا موهبة أو أفكار أو امتلاك جديد‪،‬‬
                                                      ‫لأن الدراما غير موجودة فيما سبق‪ ،‬والأحداث لا‬
                                                        ‫تعدو كونها ابتزاز عاطفي رخيص لمشاعر مملة‬

                                                                            ‫ومكررة‪ ،‬ولا جديد فيها‪.‬‬
                                                            ‫أعود إلى مريم التي فهمت السؤال منذ عدة‬
                                                    ‫سنوات دون طرح أو شرح كاف‪ ،‬وتأخرت فى الرد‬
                                                     ‫عليَّ‪ ،‬لكنني ادركت شيئًا من إجابتها‪ ،‬بعدما لوحت‬
                                                        ‫لي من شهور بابتسامة‪ ،‬وهي تسير رفقة رجل‬
                                                    ‫غريب‪ ،‬وتدفع أمامها عربة صغيرة بداخلها رضيع‪.‬‬
                                                       ‫حينها تيقنت أن تأخرها فى الرد‪ ،‬لا يعود للخجل‬
                                                      ‫الأنثوي كما أخبرني إسلام‪ ،‬وإنما لأن الحبكة في‬
   69   70   71   72   73   74   75   76   77   78   79