Page 69 - merit 42 jun 2022
P. 69
67 إبداع ومبدعون
قصــة
غنمها ،تبقى ملاصقة لحبيبها .م ًعا يتمنيان ألا تعود
المعارك ويبقى مرسي بدون سلاحه.
عادت المعارك .صعد مرسي ومن معه لأعلى الجبل.
شارك في إطلاق المدافع بداناتها الثقيلة على بيوت
ِبريكة وأهلها فتد َّكها د ًّكا .أهل ِبريكة وبينهم أخوها
وأبوها يتسللون ويصعدون ويقتربون خفية من
القمة ،ومن مكامنهم يصطادون الجنود المصريين
واح ًدا بعد الآخر .دماء من هنا ودماء من هناك.
في منتصف الليل تهبط الكتيبة من أعلى الجبل،
يحملون معداتهم ثقيلها وخفيفها .أمر الانسحاب
أتى فجأة وسري ًعا .تتجمع العربات ل ُيشحن عليها
الأسلحة والذخيرة والجنود .الفجر لاح .مرسي
تعمد أن يكون من ركابها .جلس على الحافة
الخارجية ليطل على المكان مو ِّد ًعا .قول العربات يبدأ
الانسحاب ببطء على الأرض الوعرة ،فإذا بصبية
شابة تسعى من بعيد لتلحق بالركب الراحل .تلوح
بيديها صائحة:
-مرسي .يا مرسي .لا ترحل يا مرسي.
يلوح لها مرسي مو ِّد ًعا صائ ًحا:
ِ -بريكة .غصب عني يا ِبريكة.
لم تستطع ِبريكة أن تلحق بالعربات التي تتسارع
في انطلاقها .توقفت تتابع شبح حبيبها المبتعد.
لطمت بكفيها على أم رأسها صارخة باكية:
-يا مرسي .يا مرسي.
مرسي يبكي وهو يخبئ رأسه بين كفيه.