Page 7 - merit 42 jun 2022
P. 7

‫افتتاحية ‪5‬‬

  ‫انتظام الزراعة بتوفير مياه الري طوال العام‪،‬‬            ‫الفتاة (‪ ،)1933‬حزب العمال الاشتراكى‬
   ‫وأي ًضا في معركة تأميم شركة قناة السويس‬         ‫الشيوعي‪ ،‬والحزب الشيوعي المصري (‪،)1922‬‬
  ‫وإدارتها بأيدي المصريين‪ ،‬وكانت –ولا تزال‪-‬‬
                                                      ‫حزب الفلاح المصري‪ ،‬والحركة الديمقراطية‬
             ‫من أهم شرايين التجارة الدولية‪.‬‬          ‫(‪ .)1947‬وهناك أي ًضا أحزاب تابعة للسراي‪،‬‬
 ‫حركة يوليو ‪- 1952‬إذن‪ -‬لم تكن مجرد حدث‬                ‫وأحزاب نسائية‪ ،‬وأخرى دينية مثل الإخوان‬
 ‫في التاريخ المصري المعاصر‪ ،‬لأنها أخذت مصر‬           ‫المسلمين‪ ،‬وحزب الله‪ ،‬وحزب الإخاء‪ ،‬وحزب‬
  ‫من الاتجاه نحو الغرب بكل قناعاته وفلسفاته‬
                                                                          ‫الإصلاح الإسلامي‪.‬‬
     ‫الليبرالية التي تؤمن بالديمقراطية وحقوق‬      ‫قامت حركة يوليو بعد نجاحها بتعطيل الدستور‬
   ‫الإنسان والتداول السلمي للسلطة‪ ،‬إلى طريق‬
  ‫الحزب الواحد والرأي الواحد‪ ،‬والزعيم الملهم‪،‬‬          ‫وإلغاء الأحزاب‪ ،‬ووصم السياسيين وقتها‬
  ‫الوطني الأول‪ ،‬الذي يعرف ما لا يعرفه غيره‪،‬‬        ‫بالخيانة والتبعية للملك وللاحتلال الإنجليزي‪..‬‬
‫والذي يجب أن يستمر في موقعه طالما كان قاد ًرا‬
  ‫على العطاء‪ ،‬وهو قادر دائ ًما حتى لو تدهورت‬          ‫في البداية استثنت جماعة الإخوان المسلمين‪،‬‬
  ‫صحته –نموذج بوتفليقة‪ ،-‬وبذلك يصبح أعلى‬              ‫لكن سرعان ما دخلت في صراع معها شهد‬
 ‫من الدستور والقانون‪ ،‬تلك التي تتغير ببساطة‬         ‫عن ًفا في بعض مراحله‪ ،‬ونتح عنه أمران‪ :‬الأول‬
                                                    ‫سجن واعتقال معظم قادة الجماعة مما ساهم‬
    ‫استجابة لـ»إرادة الشعب»‪ ،‬الشعب المؤدلج‬         ‫في تقويتها –على المدى البعيد‪ -‬وصعودها لتكون‬
    ‫الغائب الذي لا يجب أن «يسمع إلا ما يقوله‬         ‫رق ًما في السجال السياسي المصري والعربي‪،‬‬
                                                  ‫والثاني انتهاج الحركة مسا ًرا دينيًّا بدي ًل‪ ،‬اعتمد‬
                                  ‫القائد»‪.‬‬             ‫على تعظيم دور الأزهر‪ ،‬والتوسع في إنشاء‬
  ‫الذي يتابع حركة السلطة في مصر منذ يوليو‬
                                                                   ‫المدارس والمعاهد الإسلامية‪.‬‬
    ‫‪ 1952‬حتى الآن‪ ،‬سيدرك أن المبررات التي‬            ‫ما يهمنا هنا أن حركة يوليو أخذت مصر إلى‬
‫كرست لـ»واحدية» عبد الناصر وزعامته المطلقة‬        ‫شكل نظم الحكم الاشتراكية التي تزعمها الاتحاد‬
 ‫‪-‬حتى أنه بقي بعد هزيمة يونيو ‪ 1967‬الثقيلة‪،‬‬       ‫السوفييتي في هذا الوقت‪ ،‬وهي تقوم على تحديد‬
‫بدافع وابل الدعاية الناصرية التي ح َّملت الكارثة‬  ‫سقف الملكيات الخاصة‪ ،‬مع ما يلزم من مصادرة‬
 ‫للجميع ما عداه‪ ،‬لأنه لا يخطئ!‪ -‬المبررات التي‬
                                                       ‫الممتلكات الزائدة‪ ،‬كذلك مصادرة وتمصير‬
   ‫تتمثل في العدل الاجتماعي وتضييق الفوارق‬        ‫الشركات الأجنبية العاملة في مصر‪ ،‬والتي اعتقد‬
     ‫بين الطبقات والانحياز للفقراء من العمال‬
                                                      ‫قادة الحركة أنها تعمل ضد استقلال القرار‬
 ‫والفلاحين‪ ..‬إلخ قد زالت كلها بانحياز السادات‬         ‫الوطني وعلى إضعاف الاقتصاد‪ ،‬مع إصدار‬
  ‫ومن أتوا بعده للطفيلين ورجال المال المتصلين‬        ‫قوانين اشتراكية تضمن تضييق الفوارق بين‬
‫بالمصالح الأجنبية والتوكيلات‪ ،‬لكن فكرة الزعيم‬      ‫الطبقات الاجتماعية‪ ،‬مثل تحديد حد أدنى وأعلى‬
 ‫الأوحد الذي لا بديل له ظلت كما هي لم تتبدل‪،‬‬       ‫للأجور‪ ،‬وتحديد ساعات العمل‪ ،‬وتمثيل العمال‬
  ‫وكذلك الفكرة التي أوجدها نظام عبد الناصر‬           ‫في مجالس إدارات الشركات‪ ،‬مع تمثيلهم مع‬
 ‫وحركته بتقسيم المصريين إلى قسمين‪ :‬الشعب‬            ‫الفلاحين بنسبة ‪ %50‬في البرلمان‪ ،‬والتوسع في‬
‫وأعداء الشعب من العملاء والخونة (راجع أغنية‬        ‫إنشاء قاعدة صناعية ثقيلة‪ ،‬مثل مصانع الحديد‬
                                                     ‫والصلب والألمونيوم والفوسفات والأسمنت‪..‬‬
     ‫صورة التي كتبها صلاح جاهين‪ :‬الصورة‬
     ‫مافيهاش الخاين والهامل واجبه ونعسان‪،‬‬                 ‫إلخ‪ ،‬وشركات القطاع العام‪ :‬شركة بيع‬
     ‫مافيهاش إلا الثوري الكامل‪ ،)..‬أو الشعب‬         ‫المصنوعات وعمر أفندي وغيرهما‪ ،‬وقد ساعد‬
  ‫والشرذمة الضالة‪ ،‬أو الشعب وأهل الشر‪ ،‬كل‬          ‫الحركة على النجاح مساندة الاتحاد السوفييتي‬
    ‫هذه الأوصاف تطلق على المعارضين للرؤية‬         ‫سياسيًّا واقتصاد ًّيا‪ ،‬خاصة في معركة بناء السد‬
   ‫الواحدة التي يتبناها الرجل الأوحد‪ ،‬وجوقته‬       ‫العالي في أسوان الذي أنتج الكهرباء وحافظ على‬
   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11   12