Page 10 - merit 42 jun 2022
P. 10
العـدد 42 8
يونيو ٢٠٢2
أحمد الحاج
(العراق)
هيرا :الرمز الأسطوري للتاريخ
تبدأ الحبكة بولادة «هيرا» ،في يوم قارس في إنجلترا التي تحكمها
سلطة فاسدة تعمل بوصاية الكهنة ،فكان أن عم الفساد كل مفاصل
البلد وتدهورت أحوال الناس وانتشر الفقر والجهل حتى أن تم تعيين
«جوشوا» وزي ًرا للتربية والتعليم وهو لا يجيد القراءة ،كما أنه
قتل «بوسيدون» والد هيرا وأراد قتل «آرثر» صديق بوسيدون لكن
الدكتور «كرانمر» أنقذه في اللحظة الحاسمة .وتصل ذروتها عندما
يتم سجن توماس مور حبيب هيرا من قبل رجال جوشوا على خلفية
وشاية لأحد المخبرين الذين زرعتهم سلطة الكهنة الفاسدة.
عب ًدا لغيري أحرث الأرض بالفدان خير لي من أكون لعل قراءة لرواية «هيرا» لمؤلفها أحمد صالح
سلطا ًنا على كل الهالكين»(.)2
عبوش والصادرة عن دار نون في محافظة نينوى()1
وعندما نطلع على فساد السلطة وجشع مجلس تحيلنا إلى عوالم إبداعية تم استنساخها من التاريخ
الشيوخ وتحكم رجال الدين في مقدرات الشعب
اليوناني نجد أن أفلاطون كان الحديث في عصر التنوير،
وظفت برمزية أسطورية من
مح ًّقا في عبارته ،كما أن تلك خلال الأحداث والشخصيات
الفوضى في إدارة البلاد هي
التي حركت الدوافع الفكرية في الواردة في النص ،وقد
تأليفه للجمهورية ،لذلك نجده وردت كل منهما بقصدية
قد حلم في الدولة المثالية وراح سيسوبولتيكية موازية تثير
يرسم ملامحها ويشكل هيكليتها فينا مجموعة من التساؤلات،
بطريقة عادلة ترضي الجميع، بل ربما تضعنا على المحك
وقد ق َّسم أفلاطون المدينة إلي في طرح سؤال جوهري عن
ثلاث طبقات استوحاها من طبيعة معنى الإبداع وغايته ،يقول
النفس البشرية (الحكمة والغضب أفلاطون ( 347 -427ق.م)
في الجمهورية« :لأن أكون
أحمد صالح عبوش