Page 11 - merit 42 jun 2022
P. 11
إبداع ومبدعون 9 هيرا
رؤى نقدية
والشهوة) :الطبقة الأولى الذهبية وهي طبقة ال ُحكام
الفلاسفة لرئاسة المدينة ويتميزون بالحكمة
وتقابلها النفس الناطقة ومركزها العقل،
والطبقة الفضية وهي طبقة الجنود لحماية
المدينة ويتميزون بالشجاعة وتقابلها
النفس الغاضبة ومركزها القلب،
والطبقة النحاسية وهي طبقة الشعب
وتقابلها النفس الشهوانية ومركزها
البطن(.)3
وقد وجدت آراء افلاطون ص ًدى
لدى محمد أبو نصر الفارابي
«(950 -870م) في كتابيه «آراء أهل
المدينة الفاضلة» و»السياسة المدنية» ،لذلك
ق َّسم الفارابي كتاب آراء أهل المدينة الفاضلة
و ُمضادا ِتها إلى قسمين؛ القسم الأول الذي شغل
ثلاثة أخماس الكتاب ل َّخ َص فيه مبا ِد َئ ُه الفلسفية
التي يؤمن بها ،وفي القسم الثاني اختتم به كتابه
وشرح فيه شؤون المدينة وما ينبغي أن تكون
عليه في مختلف فروع حياتها ،بينما اشتمل القسم
الفلسفي على خمس وعشرين فقرة منها :الموجود
الأول وهو الله تعالى ،وبيان طائفة من صفاته،
وآراؤه هنا تتفق مع مبادئ الإسلام وتنم عن
إيمان الفارابي وسلامة عقيدته ،ولكن آراءه عن
الموجودات ومراتبها وحالاتها وصلتها بالموجود
الأول ،وصلتها ببعضها البعض ،متأثرة إلى
حد كبير بالأفلاطونية الحديثة ،والموجودات
المادية ورتبها من الأعلى إلى الأدنى ترتيبًا تنازليًّا في
ست مراتب(.)4
أما محتويات القسم الاجتماعي من الكتاب ،فقد
وضع فيه ما يصح تسميته تصمي ًما لمدينته
الفاضلة ،وقد جاء تصميمه هذا شبي ًها في معظم
نواحيه لتصميم أفلاطون لجمهوريته ،مع بعض
فروق يسيرة ،تأثر فيها فيلسوفنا بمبادئ الدين
الإسلامي على الأخص ،وقد ق َّسم المجتمعات الكاملة
إلى ثلاث مراتب :أرقاها مرتب ًة اجتماع العالم كله
في دولة واحدة ،وتحت سيطرة حكومة مستقلة،
وأق ُّل منها كما ًل اجتماع أمة في جزء من المعمورة
وتحت سيطرة حكومة مستقلة ،وأقلُّها اجتماع
أهل المدينة في جزء من الأمة تحت سلطة رئيس،