Page 13 - merit 42 jun 2022
P. 13

‫‪11‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

               ‫رؤى نقدية‬

                                                                             ‫أو شعور تراود شخصياته في‬

                                                                             ‫القصة‪.‬‬

                                                                             ‫‪ -‬رؤية الشخص الثالث‪:‬‬

                                                                             ‫وهنا لا يشارك الراوي في‬

                                                                             ‫الحدث القصصي كشخصية‬

                                                                             ‫من شخصيات القصة‪ ،‬ولكنه‬

                                                                             ‫يطلعنا على مشاعر الشخصيات‬

                                                                             ‫وأحاسيسها بكل دقة عبر‬

                                                                             ‫صوت خارجي‪.‬‬

                                                                             ‫‪ -‬الرؤية الذاتية‪ :‬في الرؤية‬
                                                                             ‫الذاتية يكون الراوي مشار ًكا‬

                                                                             ‫في الحدث القصصي‪ ،‬لذلك‬

                                                                             ‫عندما نقرأ قصة تحمل الرؤية‬

                                                                             ‫الذاتية للراوي فإنا بحاجة الى‬

                                                                             ‫أن ندرك ما يخبرنا به الراوي‬

‫توماس مور‬      ‫جورج تريفيليان‬                                     ‫جون ملتون‬  ‫ليس عين الحقيقة‪ ،‬وعلينا أن‬

                                                                             ‫نضع بالحسبان فيما إذا كان ما‬

               ‫الفضاء السردي‬                                                                ‫يخبرنا به جدي ًرا بالثقة أم لا‪.‬‬
                                                                             ‫‪ -‬الرؤية الشاملة والرؤية المحدودة‪ :‬في الرؤية‬
           ‫الشاملة يعد الراوي عالمًا بكل متعلقات الشخصيات يتناول الفضاء السردي على كل من المكان الذي‬

               ‫في النص السردي‪ ،‬ويوصف على أنه الراوي العليم‪ ،‬تدور فيه الأحداث والفترة الزمنية والحالة‬

           ‫بينما في الرؤية المحدودة‪ ،‬فإن معلوماته تقتصر على الاجتماعية للشخصيات في الرواية‪ ،‬وقد اتخذت‬

           ‫رواية هيرا من إنجلترا في العصر الفيكتوري فضا ًء‬        ‫شخصية واحدة‪ ،‬وسواء كانت رئيسية أم ثانوية‪،‬‬
            ‫سرد ًّيا لتدور فيه أحداث الرواية وما صاحب هذه‬          ‫لها وجهة نظر محدودة داخل النص السردي(‪.)8‬‬

           ‫وفي رواية هيرا نجد أن الرؤية تعتمد سرد الأحداث الفترة من فساد في السلطة في بدايتها‪ ،‬ويغطي‬

               ‫من قبل الشخص الثالث‪ ،‬وهي تعد رؤية موضوعية العصر الفيكتوري فترة حكم الملكة‪ ‬فيكتوريا‬

           ‫وإن كانت تبنى على رؤية الراوي الذاتية‪ ،‬فهو يتبنى للمملكة المتحدة لبريطانيا وأيرلندا‪ ،‬منذ توليها‬

           ‫العرش في ‪ 20‬يونيو ‪- 1837‬بعد وفاة عمها‪ ‬ويليام‬           ‫فكرة نبذ الجهل لأنه سبب الظلم والفقر والمرض‪،‬‬

           ‫الرابع‪ -‬حتى وفاتها في ‪ 22‬يناير ‪ ،1901‬إذ خلفها‬                     ‫بينما العلم يشكل أساس الحياة وقوام العدالة‬

           ‫بعد ذلك ابنها الأكبر‪ ‬إدوارد السابع‪ ،‬استمر حكمها‬                   ‫وعمود الازدهار‪« :‬إن الجهل يقضي على الثورة‬

           ‫لـ‪ 63‬عا ًما وسبعة أشهر‪ ،‬كان مصطلح «فيكتوري»‬            ‫قبل أن يقضي عليها أي شيء آخر‪ ،‬فالعلم أساس‬
              ‫‪ Victorian‬قيد الاستخدام المعاصر لوصف تلك‬                ‫كل شيء وركنه الحصين‪ ،‬إنه الصراع الأزلي‬
                                                                  ‫بين الجهل والعلم‪ ،‬النور والظلمات‪ ،‬وما نحن إ َّل‬
           ‫الحقبة(‪ُ ،)19‬فهم هذا العصر أي ًضا بمعنى أكثر شمو ًل‬

            ‫على أنه فترة امتلكت وعيًا وخصائص مميزة عن‬               ‫ما تصنعه فينا الإرادات الناتجة عن هذا وذاك»‪.‬‬
           ‫الفترات القريبة منها‪ ،‬وفي هذه الحالة تؤ ِّرخ أحيا ًنا‬                                  ‫(الرواية‪)38 :‬‬
            ‫على أنها تبدأ قبل تولي فيكتوريا العرش عاد ًة من‬
                                                                  ‫ومن الملاحظ أن هذه الفكرة تتبنى المنهج العلماني‬

           ‫تمرير أو مناقشة (خلال ثلاثينيات القرن التاسع‬                      ‫البحت‪« :‬جوهر الشيء ومنبعه مكمن التغيير‪،‬‬

           ‫عشر) قانون الإصلاح ‪1832‬م الذي أدخل تغيي ًرا‬                       ‫ومفتاح الشر فيه والخير»‪( .‬الرواية‪)199 :‬‬
   8   9   10   11   12   13   14   15   16   17   18