Page 236 - merit 48
P. 236
العـدد 48 234
ديسمبر ٢٠٢2 رمضان الشافعي غيث
كما نشاهدها اليوم، السينما الإيرانية تمثل
ففي مرحلة إنتاج فيلم لغ ًزا كبي ًرا ،خاصة
«البقرة» ،يمكن الحديث كيف صنعت إيران سينما تحصد جوائز دولية؟
عن البداية الحقيقة للهوية في قدرتها على في ظل نظام يحرم الفنون..
السينمائية لإيران ،في حين تخطي المحلية
أن السينما الإيرانية بدأت والانطلاق إلى
في وقت مبكر من القرن منصات التتويج في أكبر
العشرين ،لكنها لم تخلق المسابقات والمهرجات
طابعها المميز ،حيث أُنتج الدولية ،رغم أنها ُتنتج
أول فيلم إيراني صامت في ظل نظام «الجمهورية
بعنوان «آبي ورابي» من الإسلامية» ،التي تضع
إخراج أوانس أوهانيانس، القيود على الحريات في
إيران على كل المستويات،
عام ،1930وحاولت ففي طهران أمام كل مبدع
السينما من بعده حتى
،1969البحث عن هوية، عقبات عديدة.
بين محاولة التعبير عن ورغم حالة القمع
المجتمع ومحاكاة السينما والتضييق ،بل والسجن
والمنع أحيا ًنا من ممارسة
الغربية(.)1 العمل السينمائي ،وضعف
الإمكانيات المالية ،سطعت
واقعية «البقرة» السينما الإيرانية على
المستوى الدولي ،ولعل
أنتج فيلم «البقرة» للمخرج عام 2017كان التتويج
داريوش مهرجوي ،خريج الأعلى للسينما الإيرانية
حينما حصل المخرج
قسم السينما في جامعة أصغر فرهادي ،على جائزة
كاليفورنيا عام ،1964 الأوسكار عن فيلم «البائع»،
ومن كتابة غلام حسين ليصبح رصيده جائزتي
أوسكار .لكن السينما
ساعدي ،عن روايته الإيرانية لم تبدأ رسم
التي تحمل نفس الاسم، هويتها الحالية في السنوات
عام ،1969والذي عبر الأخيرة ،وإنما يمكن رجوع
عن المدرسة السينمائية ذلك إلى ما قبل الثورة
الواقعية ،حيث ينقل لنا الإيرانية في سبعينيات
تفاصيل الحياة اليومية
في قرية إيرانية تعاني من القرن الماضي.
الفقر وسيطرة الخرافات ويمكن هنا الإشارة إلى
والخوف من سكان قرية الفيلم الوثائقي «البيت
مجاورة ،وفي زاوية أخرى أسود» عام ،1962وفيلم
من الفيلم يسرد الفيلم «البقرة» عام ،1969كبداية
حكاية حسن و»البقرة»، حقيقية للسينما الإيرانية
التي يحبها ويلعب معها