Page 69 - merit 48
P. 69

‫‪67‬‬     ‫إبداع ومبدعون‬

        ‫شعر‬                                                                     ‫على رءو ِس الماركسيين ال ُقدامى‬
                                                                               ‫وحيث رائح ُة ال ُث َّوار الذين ماتوا‬
                         ‫فتقذفها بيديك‬
                     ‫في وجه غيوم لندن‬                                                      ‫و ُه ْم ُي َغ ُّنون لِبلدا ٍن‬
                                                                                     ‫سرعان ما أ َك َل ْت أمعا َءهم‬
                          ‫لكن لا بأس‪..‬‬
    ‫ف َل ْم َي ُعد َل َدي َك أعدا ٌء تحتاج إلى َق ْض ِم ِهم‬                                  ‫لكنه َر َح َل جنو ًبا‬
                                                                          ‫واستوط َن أح َد َمعامل إنتاج الماركسية‬
    ‫القصيدة التي َغ َر ْس َتها في الحديقة‬
                            ‫أز َه َر ْت‬                                                              ‫في َع َدن‬
                                                                                         ‫ل ْم َي ْت ُرك َخ ْل َف ُه ِذكرى‬
    ‫لكن العواص َم لا تستقي ُم لِ ُخطو ِتك‬                                             ‫تر َك فقط خارط ًة ُم َضلِّ َل ًة‬
        ‫الماركسيون ال ُقدامى في َع َّمان‬                                               ‫لِ ِق ِط الرأسمالية الأ ْس َود‬
                    ‫يبادلونك الأسى‬                                                      ‫الذي أك َل أحشا َء َع َدن‬
           ‫لكنهم لا يؤمنون ِب ِح ْك َمتِك‬                                      ‫واست ْك َم َل َم ْأ ُد َب َت ُه ِب ِعظا ِم َص ْنعاء‬

    ‫اتلمُغَت َغضِو ْ ِبطي َِمننب َمغ ْوف َلع ِةظاتِله َّاسا َس ِة‬  ‫فلا‬           ‫‪-3‬‬
                                                                   ‫ولا‬
                                                                                                     ‫أعر ُف‪..‬‬
    ‫ابل ِمتلناي َْأغ َْ َجشضَّقِل ْْابتلتلِفاساحَنةك بفائ ِض ُس َّك ِرها‬                ‫َك ْم ُهو جائ ٌر يا رفيقي‬
    ‫ومع ذلك‬
    ‫تتر ُكها بهذه الن َذال ِة وتموت‪.‬‬                                                       ‫َأ ْن تتساق َط أسنانك‬
                                                                                             ‫على عتبة ال َم ْش َفى‬

                                                                           ‫هامش‪:‬‬

    ‫* الشاعر أمجد ناصر‪ ،‬اسمه الحقيقي يحيى النميري النعيمات‪ ،‬ويشتهر باسم أمجد ناصر (‪31 -1955‬‬
     ‫أكتوبر ‪ ،)2019‬شاعر أردني أقام بلندن‪ ،‬كان يعمل في صحيفة القدس العربي منذ صدورها عام ‪.1989‬‬
    ‫يعتبر من رواد الحداثة الشعرية وقصيدة النثر‪ .‬صدر أول ديوان شعري له في عام ‪ 1997‬بعنوان (مديح‬
    ‫لمقهى آخر)‪ .‬توفي في ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬بعد صراع مع المرض‪ ،‬وقد ناهز ‪ 64‬عا ًما‪ .‬ولد “أمجد ناصر” في‬
   ‫الطرة شمال الأردن عام ‪ .1955‬بدأ كتابة الشعر والانفتاح على الحياة السياسية في الأردن والعالم العربي‬
    ‫في المرحلة الثانوية‪ ،‬وبحكم إقامته في الزرقاء‪ ،‬تأثر بوضع النازحين الفلسطينيين وأعجب بالعمل الفدائي‬
‫الفلسطيني الذي انضم إليه بعد تخرجه من المدرسة الثانوية‪ .‬عمل في التليفزيون الأردني والصحافة في مدينة‬
    ‫ع َّمان نحو عامين ثم غادر إلى لبنان عام ‪ 1977‬بعد أزمة سياسية تتعلق بالتنظيم الذي كان منضو ًيا فيه‪،‬‬
 ‫والتحق في لبنان بإحدى القواعد الفدائية الفلسطينية‪ ،‬محاو ًل في الأثناء مواصلة دراسته الجامعية في جامعة‬
  ‫بيروت العربية‪ ،‬لكنه سرعان ما ترك الدراسة ليتفرغ للعمل الإعلامي والثقافي في الإعلام الفلسطيني‪ ،‬فعمل‬
   ‫محر ًرا للصفحات الثقافية في مجلة «الهدف» التي أسسها الشهيد غسان كنفاني وبقي فيها حتى الاجتياح‬
   ‫الإسرائيلي وحصار بيروت صيف عام ‪ ،1982‬حيث انضم في فترة الحصار إلى الإذاعة الفلسطينية‪ .‬التحق‬
  ‫أمجد ناصر في إطار عمله السياسي بـ”معهد الاشتراكية العلمية” في عدن حيث درس العلوم السياسية في‬

                               ‫جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية في عهد الرئيس عبد الفتاح إسماعيل‪.‬‬
   64   65   66   67   68   69   70   71   72   73   74