Page 13 - مجلة تنوير - العدد الخامس
P. 13
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
المجتمعـات البشـرية نتيجـة عوامـل متعـددة ،بعضهـا فالأميـة تُعـد العـدو الحقيقـي للقـوة الشـاملة للدولـة؛
داخلـي وبعضهـا ناتـج عـن عوامـل خارجيـة، اقتصاديـا واجتماعيـا وسياسـيا وثقافيـا ،لـذا فيخطـئ
وبعضهـا يجمـع بيـن المحليـة والإقليميـة والعالميـة. مـن يتصـور أن الأمـن والأمـان الاجتماعـي يمكـن
أن يتحقـق فـي مجتمـع تـزداد فيـه معـدلات الأميـة.
والعنـف سـلوك يـؤدي إلـى عـدم الاسـتق ارر
الاجتماعـي .وعلـي الرغـم مـن قـدم العنـف فـإن ويخطـئ بحـق مـن لا يعتـرف بـأن حصـول
تحولـه إلـى سـلوكيات وممارسـات متكـررة فـي المواطـن علـى قسـط مـن التعليـم يؤهلـه للعمـل فـي
مجتمـع مـن المجتمعـات يمثـل “حـد الخطـر” الـذي المـكان الملائـم والمناسـب لقد ارتـه ودرجـة تعلمـه
يـؤدي إلـى هـدم أسـس العلاقـات الاجتماعيـة بيـن ونوعيـة تخصصـه ومها ارتـه وخب ارتـه التدريبيـة،
البشـر على كافة المسـتويات السياسـية والاقتصادية هـو منحـة مـن الدولـة التـي ينتمـي إليهـا ،فهـو أحـد
والاجتماعيـة والثقافيـة ،وهـو مـا ُيفصـح عـن كونـه الحقـوق الأساسـية «كالمـاء والهـواء» التـي يجـب
مشـكلة اجتماعيـة تواجـه المجتمـع. توفيرهـا لـه.
ويمكـن القـول :إن العنـف يمثـل أحـد الأنمـاط على الدولة دعم العملية التعليمية بسياسات تؤهل
السـلوكية الفرديـة أو الجماعيـة التـي تعبـر عـن المواطنيـن علـى الإبـداع والابتـكار والرقـي والتثقـف
عـدم قبـول الآخـر نتيجـة الشـعور والوعـي بالإحبـاط الحضـاري ،وتبنـي قيـم التفكيـر العلمـي والبعـد عـن
الاجتماعـي ،وقـد يكـون العنـف موجهـا إلـى فـرد الخ ارفـات والتمسـك بالقيـم الأخلاقيـة القـادرة علـى
أو جماعـة أو نظـام ،وقـد يأتـي مـن النظـام ضـد حـل مشـكلات المجتمـع ومواجهـة تحديـات العصـر
أفـ ارد المجتمـع فـي سـبيل تحقيـق عمليـة الضبـط
والدفـاع عـن الوطـن.
ا لا جتما ع ـي .
إن القضـاء علـى الأميـة هـو إذن واجـب وطنـي
وللتعبير العدواني عن رفض الآخر تستخدم يتطلـب سياسـات جـادة ود ارسـات علميـة متخصصـة
القـوة العضليـة أو الذهنيـة أو كلاهمـا .ويمثـل العنـف لدعـم مـا يتعـرض لـه المجتمـع المصـري مـن جهـل
فعلا أو رد فعل على عنف الآخر الموجه له ،على وتطـرف ون ازعـات بـرزت لقلـة الوعـي الاجتماعـي
أن سـلوك العنـف يأخـذ شـكل الموجـات الصاعـدة بعد فت ارت ثار فيها الشعب المصري على سياسات
خاطئـة ت اركمـت تبعاتهـا حتـي 25مـن ينايـر
والهابطـة مـن الأقـوى إلـى الأضعـف والعكـس. 2015ضـد الجهـل والفقـر والمـرض ،ذلـك الثلاثـي
المحـوري فـي تخلـف الأمـة المصريـة التـي كانـت
إن انتشـار ثقافـة العنـف فـي المجتمـع تملـك حضـارة ارقيـة فـي فتـ ارت تناسـاها المجتمـع
المصـري -خاصـة بعـد ثـورة 25ينايـر -لهـو لأزمـان طالـت وكانـت مؤثـرة علـى عـدم شـعور
دليـل علـى فقـدان المعاييـر الأخلاقيـة وسـيادة حالـة المواطـن بأمنـه ،وعـدم تجنـب تحديـات وتهديـدات
التفـكك الاجتماعـي التـي انتابـت مصـر نتيجـة تاريـخ لأمـن المجتمـع ،والتـي كانـت تبعاتهـا كارثـة علـى
ممتـد مـن النظـم السـابقة التـي شـكلت عوامـل التمـرد
والثـورة علـى رمـوز النظـام البائـد ،وهـو مـا شـجع الأمـن القومـي المصـري.
وسـاعد الفصيـل المدعـو بـ «الإسـامي المتطـرف»
الـذي اسـتجاب لأجنـدة “الإخـوان المسـلمون» هــ – العنف وأثره في الأمن القومي المصري:
للسـيطرة علـى مفاصـل الدولـة بدعـم مـن دول
وجماعـات لهـا مـآرب “إخوانيـة» ودول إخـرى تسـعى ُيعـد العنـف مـن أهـم الظواهـر الاجتماعيـة التـي
تتشـكل فـي ظـروف وأوضـاع تمـر بهـا بعـض
13