Page 11 - مجلة تنوير - العدد الخامس
P. 11

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬                    ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫وإنمـا هـي حـق طبيعـي لـكل البشـر‪ ،‬فمـن حـق كل‬                ‫فيسـود بيـن هـؤلاء عـدم الإيمـان بالوطـن ويضعـف‬
‫طفـل منـذ ولادتـه أن تكـون لديـه الفـرص الكافيـة‬              ‫مـن قيـم الـولاء والانتمـاء والمواطنـة‪ ،‬ويؤثـر فـي‬
                                                              ‫موقـف تلـك الجماعـات مـن الوطـن‪ ،‬ويضعـف‬
        ‫للحيـاة الصحيـة السـليمة والتعليـم الحـر‪.‬‬             ‫رغبتهـم فـي المشـاركة المجتمعيـة‪ ،‬ويفقدهـم مواجهـة‬
                                                              ‫تحديـات عصـر المنافسـة علـى مسـتوى القريـة‬
‫‪ -‬أن يوفـر المجتمـع لـكل شـاب عمـا يطمئـن‬
‫إليـه ويتفـق مـع قد ارتـه ومواهبـه ومسـتوى تعليمـه‪.‬‬                                         ‫الكونيـة الجديـدة‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكفـل لـكل شـخص دخـا يكفيـه هـو وأسـرته‬                          ‫ب‪ -‬اللا عدالة وانحسار جودة الحياة‪:‬‬
                                ‫بصـورة كريمـة‪.‬‬
                                                              ‫لا جدال في أن شعور المواطن بأمنه الاجتماعي‬
‫‪ -‬أن ُيتـرك لـكل شـخص طـرق التعبيـر عـن آ ارئـه‬               ‫مسـألة حيويـة فـي الأمـن القومـي‪ ،‬فالإحسـاس‬
‫ومعتقداتـه السياسـية والاقتصاديـة والاجتماعيـة‪،‬‬               ‫بالاسـتق ارر والأمـان الإنسـاني مـن الأمـور الأساسـية‬
‫طالمـا أنهـا فـي حـدود قيـم المجتمـع وت ارثـه الإيجابـي‬       ‫التـي تسـهم فـي تحقيـق الـذات لـدى الإنسـان‪ ،‬فهـي‬
                                                              ‫تمثـل الدعامـة المحوريـة فـي التوحـد مـع المجتمـع‬
                                    ‫المتحضـر‪.‬‬
                                                                                 ‫والتمسـك بالهويـة المجتمعيـة‪.‬‬
‫‪ -‬أن تتيـح الدولـة فرصـا متسـاوية لـكل أفـ ارد‬
‫المجتمـع فـي التعليـم والغـذاء والصحـة والعمـل‬                ‫فالإشـباع الإنسـاني وسـد احتياجـات المواطـن‬
‫والدخـل والمسـاواة أمـام القانـون وإبـداء الـ أري وقبـول‬      ‫الماديـة والمعنويـة يسـهم بمـا لا يـدع مجـالا للشـك‬
                                                              ‫فـي تأكيـد انتمائـه وولائـه للمجتمـع وللدولـة‪ ،‬ومـن‬
                                 ‫الـ أري الآخـر‪.‬‬              ‫ثـم يعمـل علـى حمايـة الوطـن والدفـاع عنـه بصـورة‬

   ‫‪ -‬أن تعمل الدولة للحد من الفوارق الطبقية‪.‬‬                                  ‫اختياريـة لا قهـر ولا قسـر فيهـا‪.‬‬

‫‪ -‬إن تهديـد الأمـن الغذائـي والمائـي مـن مهـددات‬              ‫وتؤكـد معظـم الد ارسـات الاجتماعيـة‪ ،‬المختصـة‬
‫فـرص الحيـاة الإنسـانية‪ ،‬وهـو لصيـق الصلـة بتهديـد‬            ‫بد ارسـة دور الدولـة فـي إشـباع حاجـات الإنسـان‪،‬‬
                                                              ‫علـى العلاقـة الطرديـة بيـن قـدرة الدولـة فـي توفيـر‬
              ‫أمـن المواطـن وكـذا الأمـن القومـي‪.‬‬             ‫الأمـن الإنسـاني (التحـرر مـن الحاجـة‪ ،‬والتحـرر‬
                                                              ‫مـن الخـوف‪ ،‬وتحقيـق الك ارمـة الإنسـانية) وشـغف‬
‫هكذا يتضح أن المهموم بلقمة العيش من النادر‬                    ‫المواطـن بالدفـاع عـن الوطـن والإنمـاء والمشـاركة‬
‫أن ينشـغل بـ «التـرف السياسـي”؛ لـذا تظـل حقوقـه‬
‫السياسـية والاجتماعيـة فـي حالـة انحسـار مؤقـت‪،‬‬                                 ‫الفاعلـة فـي قضايـا المجتمـع‪.‬‬
‫إلـى حيـن الوصـول إلـى مرحلـة أو «حـد الخطـر»‬
‫بمعنـى وصـول حالـة الحرمـان إلـى مداهـا‪ ،‬والفقـر‬              ‫إن اسـتق ارر المجتمـع يتطلـب توفيـر العدالـة‬
‫إلـى أقصـاه‪ ،‬وهنـا فقـط يتحـول ضعـف المشـاركة‬                 ‫الاجتماعيـة لكافـة أعضـاء المجتمـع وخلـق فـرص‬
‫السياسـية والاجتماعيـة إلـى انح ارفـات سياسـية؛‬               ‫متكافئـة فـي الحيـاة ومـن ثـم تحقيـق التماسـك‬
‫للبحـث عـن مخـرج ربمـا يظهـر فـي التعـود علـى‬                 ‫والتضامـن الاجتماعـي؛ القـوة الحقيقيـة للأمـم‪ .‬هـذا‬
‫كسـر القانـون‪ ،‬وربمـا ينضـم إلـى جماعـات متطرفـة‪،‬‬             ‫وقـد أجمـع العلمـاء علـى رصـد أسـس مجتمـع العدالـة‬
‫أو يبحـث عـن آليـة مـن آليـات الدفـاع عـن حـق‬
‫البقـاء‪ ،‬قـد يجدهـا فـي اسـتقطابة لتحقيـق أهـداف‬                                   ‫الاجتماعيـة فأشـاروا إلـى‪:‬‬
‫غيـر وطنيـة‪ ،‬أو فـي الغضـب غيـر المسـئول‪ ،‬أو‬
                                                              ‫‪ -‬أن حقـوق الإنسـان ليسـت منحـة مـن أحـد‪،‬‬
                ‫ارتـكاب ج ارئـم ضـد المواطنيـن‪.‬‬

                                                          ‫‪11‬‬
   6   7   8   9   10   11   12   13   14   15   16