Page 8 - مجلة تنوير - العدد الخامس
P. 8
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
- 4دوائر الأمن القومي: بمعنـى العمـل علـى إحـداث تنميـة حقيقيـة
تنقـل الإنسـان إلـى م ارحـل التحضـر والرقـي
وتتمثـل فـي أربـع دوائـر محوريـة هـي( :الأمـن ومواجهـة أزمـات ومشـكلات اجتماعيـة
الداخلـي ،والأمـن المباشـر ،والأمـن الاقليمـي، يتعـرض لهـا المجتمـع ،وهـي الأسـاس للتقـدم
والأمـن العالمـي). وتحقيـق الأمـن الإنسـاني الوطنـي.
ويمثـل الأمـن الداخلـي الركيـزة الأساسـية للأمـن •ولا جـدال فـي أن الفـ ارغ العم ارنـي مـن أهـم
القومـي ،فقـوة الدولـة تقـاس بمـا تملـك مـن مقومـات العوامـل المسـاعدة فـي تهديـد الأوطـان داخليـا
الاستق ارر الداخلي ،وهي مقومات متعددة اقتصادية وخارجيـا ،وحالـة سـيناء هـي نمـوذج لذلـك،
واجتماعية وثقافية وسياسـية وعسـكرية ،وهي ركائز فقـد عانـت لفتـ ارت طويلـة مـن التهميـش
متداخلـة تتعـادل فـي القـوة والأهميـة ،وتحـدد مكانـة التنمـوي الـذي أسـهم فـي ت ازيـد معـدلات
التخلـف وضعـف الانتمـاء والـولاء للوطـن
الدولـة علـي الصعيـد العالمـي. المصـري ،وتـم اسـتغلالها فـي تشـكيل بـؤر
إرهابية كانت كارثية على مصر ،ولولا يقظة
أمـا الأمـن المباشـر فترجـع أهميتـه باعتبـاره ركيـزة القـوات الوطنيـة كان تعاظـم تلـك الجماعـات
فـي الـدول ذات الحـدود السياسـية المشـتركة مـع
بسـلوكياتهم غيـر الوطنيـة.
الدولـة (مصـر ودول الشـرق الأوسـط).
• -توفيـر متطلبـات الحيـاة الكريمـة للمواطـن:
بينمـا يتشـكل الأمـن الإقليمـي مـع باقـي دول فالمواطنـة والانتمـاء والفاعليـة البشـرية ليسـت
الإقليـم الجغ ارفـي الـذي تنتمـي إليـه الدولـة. شـعا ارت وإنمـا هـي سياسـات عمليـة يشـعر
بهـا المواطـن ويطمئـن علـى مسـتقبله ،فيعـي
بينمـا تشـمل دائـرة الأمـن العالمـي جميـع الـدول أن تحقيـق مصلحـة المجتمـع هـي مصـدر
والمنظمـات الدوليـة بكافـة أنواعهـا ،وأيضـا القـوى تحقيـق مصالحـه الخاصـة ،وهنـا يصبـح أمـن
الكبـرى التـي تحقـق التـوازن السياسـي والاقتصـادي
الوطـن هـو أمـان المواطـن فـي وطنـه.
مـع باقـي الـدول.
• -دعـم وتنميـة القـوى البشـرية خاصـة لـدى
وواقـع الأمـر أن هـذه الدوائـر أضحـت متداخلـة الشـباب جيـل المسـتقبل :مـن خـال ترسـيخ
الأبعـاد وذات تأثيـ ارت متشـابكة ،إلا أن المقولـة الشـعور بالأمـان الاجتماعـي وعـدم التهميـش
التـي نخلـص إليهـا مـن تاريـخ الص ارعـات الدوليـة السياسـي لدعـم ثقتـه فـي النظـام والتدريـب
تؤكـد علـى أن الأمـن الداخلـي المتمثـل فـي وحـدة علـى الحـوار الإيجابـي ،ونشـر ثقافـة
المجتمـع ومسـتوى تنميتـه الشـاملة ،ومـا يملـك مـن قبـول الآخـر والديمق ارطيـة التـي تأخـذ فـي
ركائـز ومكونـات وم ازيـا اجتماعيـة واقتصاديـة اعتبارهـا خصوصيـة المجتمـع وت ارثـه القيمـي
ومعرفيـة وعسـكرية هـي الضامـن الأساسـي لحمايـة الإيجابـي ،ونشـر ثقافـة العمـل والإنتـاج
الوطـن المصـري ،وهـو مـا يمكـن التدليـل عليـه بعـد وتحمـل المسـئولية والمسـاهمة فـي الارتقـاء
الموجـات الثوريـة التـي شـهدها المجتمـع المصـري بالمجتمـع وتقدمـه ،فدعـم التنميـة هـو ركيـزة
وأثبـت تلـك المقولـة التـي جمعـت بيـن التفكيـر
الاسـت ارتيجي والشـعبي ومـا تبعـه مـن مشـروعات الأمـن القومـي.
كبـرى تؤكـد مـن قوتـه التـي اسـتعادها بفضـل توحـده
وتماسـك مواطنيـه ورشـد القيـادة السياسـية فـي تلـك
المرحلـة الأصعـب فـي تاريـخ مصـر.
8