Page 50 - مجلة تنوير - العدد الرابع
P. 50

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬                         ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫ويتعاطـى مـع السـلطة‪ ،‬إلا أنـه لا يفضـل التبـادلات للارتبـاط مـع أي أحـد‪ .‬وممـا لا شـك فيـه أن المجتمـع‬

‫الاجتماعيـة مـع المعارضـة‪ .‬ولا شـك أن المواطنـة الرقمـي مجتمـع عابـر للإيديولوجيـا بالنسـبة لهـؤلاء‬

‫الرقميـة تتحـرك علـى متصـل مـن المحليـة والعالميـة‪ ،‬المواطنيـن‪ ،‬بالشـكل الـذي يسـتطيع معـه أن يتفاعـل‬

‫لذلـك لا غضاضـة مـن وجـود هـذا النمـط مـن المواطـن دون توجـه فكـري معيـن‪.‬‬

‫ويمكـن فـي هـذا الإطـار الاسـتناد إلـى التصنيـف‬                                           ‫داخـل رحابهـا‪.‬‬

‫ب‪ :‬المواطـن النشـط ‪ : Active citizen‬يشـارك هـذا الـذي أشـار إليـه إلسـيون وزمـاؤه ‪)2011( Ellison‬‬

‫المواطـن فـي التفاعـات العامـة‪ ,‬وغالًبـا مـا يكـون علـى حـول المواطـن الرقمـي‪ ،‬حيـث تـم تقسـيمه وفًقـا لطبيعـة‬
                   ‫صـ ارع مـع النخبـة‪ ,‬ويعمـل هـذا المواطـن مـن أجـل العلاقـات إلـى ثلاثـة أقسـام(‪:)4‬‬

‫أ‪ :‬مواطـن يتفاعـل مـع الغربـاء‪ :‬ويحتـوي هـذا النمـط‬                ‫الآخريـن‪ .‬ويكشـف المجتمـع الرقمـي عـن حيـز لهـذا‬
‫علـى التفاعـات التـي تتـم بيـن الأفـ ارد الذيـن قامـوا‬             ‫النمـط مـن المواطنيـن‪ ،‬للقـدر الـذي شـاع فيـه مفهـوم‬
‫بالتعـارف عبـر الشـبكة‪ ،‬والذيـن لـم تكـن لديهـم معرفـة‬             ‫النشـطاء الرقمـي‪ ،‬كنمـط مـن المثقفيـن الجـدد‪ ،‬الذيـن‬
                                                                   ‫يحملـون لـواء التغييـر فـي المجتمـع‪ ،‬وقـد حـدث ذلـك‬
                                    ‫بهـم مـن قبـل‪.‬‬                 ‫بالفعـل مـع ثـورة الخامـس والعشـرين مـن ينايـر‪ ،‬ومـا‬

‫ب‪ :‬مواطـن يتفاعـل مـع أفـ ارد يعرفهـم عبـر علاقـة‬                                     ‫تلاهـا حتـي الثلاثيـن مـن يونيـو‪.‬‬
‫عابـرة‪ :‬فثمـة تفاعـات بيـن أفـ ارد يعرفـون بعضهـم‬
‫البعـض‪ ،‬مثـل علاقـات الأصدقـاء‪ ،‬والجيـرة‪ ،‬وغيرهـا‪,‬‬                 ‫ج‪ :‬المواطـن المختلـف ‪ :Differential citizen‬هـو‬
‫وأبـرز مـا يميـز هـذه العلاقـات كونهـا علاقـات عابـرة لا‬           ‫ذلـك النمـط مـن المواطنيـن الذيـن يقبلـون السـلطة كمـا‬
                                                                   ‫هـي‪ ،‬ويتجنبـون المشـاركات السياسـية بـكل صورهـا‪.‬‬
                               ‫تتسـم بالاسـتم اررية‪.‬‬               ‫ولا شـك أن المواطنـة علـى المسـتوى الرقمـي لا تتحـرك‬
                                                                   ‫علـى بعـد سياسـي فقـط‪ ،‬ولكـن تتعـدد أبعادهـا بالشـكل‬
‫ج‪ :‬العلاقـات المسـتمرة‪ :‬هـي تلـك العلاقـات التـي‬                   ‫الـذي يمكـن أن يجـد معـه هـذا المواطـن سـبي ًل لـه عبـر‬
‫يؤسسـها الفـرد مـع أفـ ارد مقربيـن مثـل تفاعـات الأسـرة‬
‫والعائلـة‪ ،‬والأصدقـاء المسـتمرين‪ ،‬تلـك العلاقـات‬                                                          ‫تفاعلاته ـا‪.‬‬

  ‫والتفاعـات التـي تتسـم بالديمومـة والاسـتم اررية‪.‬‬                ‫د‪ :‬المواطـن الهامشـي ‪ : Marginal citizen‬هـو‬
                                                                   ‫المواطـن المعـزول الـذي لا يمتلـك سـوى مـوارد قليلـة‪،‬‬
         ‫ثانًيا‪ :‬ملامح المواطنة في العالم الرقمي‬                   ‫هـم الفقـ ارء علـى الصعيـد الواقعـي‪ .‬أمـا علـى الصعيـد‬
                                                                   ‫الافت ارضـي‪ ،‬فهـم الأفـ ارد الذيـن لا يملكـون المعرفـة‪،‬‬
‫يرتبـط مفهـوم المواطنـة بالدولـة القوميـة ارتبا ًطـا وثيًقـا‪،‬‬      ‫وليـس لديهـم أرصـدة مـن أشـكال أرس المـال الثقافـي‬
‫فـإذا انكمشـت حـدود الدولـة القوميـة انكمشـت المواطنـة‪،‬‬            ‫والمعرفـي الـذي يسـمح لهـم بالتفاعـل داخـل سـاحة‬
‫وإذا اتسـعت حدودهـا اتسـعت معهـا المواطنـة‪ ،‬فلقـد‬
‫نجحـت المجتمعـات فـي تشـكل قيـم المواطنـة عندمـا‬                                                   ‫المجتمـع الرقمـي‪.‬‬
‫تعارفـت علـى المجتمـع الإنسـاني واتفقـت علـى محـددات‬
‫المواطنـة‪ ،‬إلا أن المواطنـة الآن فـي حـدود الدولـة‬                 ‫ه‪ :‬المواطـن القـدري ‪ :Opportunistic citizen‬هـو‬
‫القوميـة أصبحـت مواطنـة هشـة‪ ،‬وفـي هـذا الصـدد‬                     ‫ذلـك النمـط مـن المواطنيـن الذيـن تكـون لديهـم مواقـف‬
‫يرسـم علـي ليلـة سـيناريوهين‪ ,‬يتضمـن الأول انحسـار‬                 ‫معارضـة‪ ،‬ولكـن يعتمـدون علـى رؤيـة قدريـة‪ ،‬ولا يذهـب‬

                                                               ‫‪50‬‬
   45   46   47   48   49   50   51   52   53   54   55