Page 177 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 177

‫‪477‬‬                                                               ‫‪ ، 00‬فلإ ‪! 14‬ب!د ا لقا اي!‬

‫أنني سأفرد له اكثر عددٍ من الصفحات من بين كل عظماء أمة الإسلام المائة ‪ ،‬ذلك لأن‬
  ‫هذا الرجل إنما هو رجل استثنائي ‪ ،‬فهو ثالث أعظم مخلوقٍ خلقه اللّه بعد الأنبياء‪ ،‬وهو‬

 ‫ثالث العشرة المبشرين بالجنة ‪ ،‬وهو الإنسان الوحيد في تاريخ البشرية الذي تزوج من‬
‫ابنتي نبيٍ مرسل ‪ ،‬وهو ثالث الخلفاء الراسدين ‪ ،‬وهو الرجل الذي تستحي منه الملائكة‪،‬‬
‫وهو رفيق رسول اللّه جم!ي! في الجنة ‪ ،‬وهو الإنسان الذي جمع القران الذي نقرأه إلى يومنا‬
 ‫هذا‪ ،‬وهو مجهز جيس العسرة ‪ ،‬وهو الذي استرى بئر رومة وجعلها ملكًا للمسلمين‪،‬‬

  ‫وهو الرجل الذي تمَّت بسببه بيعة الرضوان ‪ . ..‬أعظم بيعة في تاريخ الأرض ‪ ،‬إننا في"صدد‬

‫الحديث عن رجل من نوعية خاصة قلّما ظهرت في التاريخ ‪ ،‬إننا في صدد الحديث عن‬

‫الهجرتين ‪ ،‬المصلي إلى القبلتين ‪ ،‬إنه التوّاب‬              ‫صهر رسول اللّه ع!‪ ،‬ذي النورين ‪ ،‬صاحب‬

‫الأوّاب ‪ ،‬العابد الخاشع ‪ ،‬المحسن الخاضع ‪ ،‬إنه المسلم التقي ‪ ،‬المومن النقي ‪ ،‬الكريم‬

‫السخاء العظيم‪،‬‬  ‫الحي ‪ ،‬السهل السخي ‪ ،‬السمح السري ‪ ،‬إنه الجواد الكريم ‪ ،‬صاحب‬

                ‫بن عفان ‪.‬‬  ‫‪ . . . . . . . . . . . .‬عثمان‬  ‫القران‬  ‫‪ ،‬جامع‬  ‫والإحسان‬  ‫البر والجود‬  ‫رجل‬

‫ولا أخفي القارئ الكريم سرًا أنني كنت قد عزمت في البداية أن يكون عثمان بن‬

‫عفان هو أول شخصية افتتح بها هذا الكتاب ‪ ،‬لا لإنه يفوق أبا بكر الصديق في الفضل ‪ ،‬بل‬

‫لإنه اكثر سخصية إسلامية تعرضت للتشويه في تارخ الأمة ‪ ،‬بل إنني لا أعتبر نفسي مبالغًا‬

‫للتشويه والتزييف في تاريخ‬  ‫إذا ما زعمت أنًّ عثمان بن عفّان هو أكثر سخصيةٍ تعرضت‬

 ‫العنصر البشري على الإطلاق ! لذلك رأيت أنّ من واجبي أن أدافع بقلمي عن هذا‬
 ‫الرجل الذي لطالما دافع عن رسول اللّه !‪ ،‬في هذا الوقت الذي تتطاول فيه الأقزام على‬
  ‫عمالقة الإنسانية ‪ ،‬ويتدافع فيه المنافقون من كل حدبٍ وصوبٍ لتدمير تاريخ عظمائنا‪،‬‬
‫لتدمير هذه الأمة من الداخل ‪ ،‬بعدما أن علم الغزاة أن حروبهم التي شنّوها على هذه الأمة‬
  ‫لم تستطع أن تنهيَ وجودها‪ ،‬بل بالعكس ‪ ،‬فقد قامت هذه الأمة ونفضت عن غبارها بعد‬
‫كل حرب لتعود من جديد أقوى بألف مرة من سابق عهدها‪ ،‬فاختار هؤلاء الأشرار في‬
   ‫القرنين الأحْيرين طريقة جديدة لتدمير الإسلام ‪ ،‬لا من خلال الغزو العسكري ‪ ،‬بل من‬
‫خلال العْزو التاريخي ‪ ،‬فعملوا على ضرب رموزنا‪ ،‬وتشويه صورتهم ‪ ،‬والتشكيك في‬

‫هذه المرة ! فانتصر غزاة‬    ‫في مبتغاهم‬  ‫‪ . . . . . . .‬فقد نجحوا‬            ‫‪ ،‬وللأسف‬  ‫الحضارية‬  ‫منجزاتهم‬
   172   173   174   175   176   177   178   179   180   181   182