Page 180 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 180

‫‪ ،00‬هل ظظما ‪ 4‬اهة الاللللا!‬                    ‫‪048‬‬

‫وركزنا على الجوانب العقائدية ‪ ،‬ونسينا أن العقيدة نفسها قد نقلت إلينا من خلال صحابة‬

     ‫محمد! فإذا استمر سكوتنا عن الطعن في أولئك الرجال وتاريخهم ‪ ،‬أصبحت تلك‬
‫الأحاديث النبوية التي نقلوها هم إلينا عرضة للشك ‪ ،‬بل أصبح كتاب اللّه نفسه كتابًا‬

‫لزامًا‬  ‫في ذمته ‪ . . . . .‬بات‬  ‫باطلًا‪ ،‬فعثمان هو الرجل الذي جمع القراَن لنا‪ ،‬فإذا قبلنا الشك‬

                                                                                                              ‫علينا أن نقبل الشك في القراَن!‬
‫والسائل يسأله هنا‪ :‬لمحماذا عثمان بالذات ؟ لماذا ليس الصدّيق أو عمر؟ بل لماذا ليس‬

‫محمد ! هو من تناله سهام المشككين ورماح غزاة التاريخ ؟ والواقع أن جميع هولاءا‬

‫قد نالوا نصيبهم من جراح الحرب التاريخية ‪ ،‬إلاّ أن الهدف من تلك الحرب الشعواء‬

‫أخطر من الطعن في الشخصيات نفسها بكثير‪ ،‬وأكبر من سخص أبي بكر وعمر وباقي‬

‫رسول اللّه !ي!ه نفسه ! إن الهدف الرئيسي لغزاة‬  ‫الصحابة ‪ ،‬بل إن الهدف أكبر من سخص‬

 ‫التاريخ هو دين اللّه ‪ ،‬الهدف هو الإسلام نفسه ! هذا الدين الذي لا نعرف نحن قيمته تقام‬
‫له المؤتمرات السرية لدراسة سُبل إنهائه من على وجه الأرض ‪ ،‬ولا سكّ أن الخبراء‬

   ‫الإستراتيجيين من غزاة التاريخ قد أدركوا أن سر قيام المسلمين بعد كل سقوطٍ لهم‬
‫يكمن في الدرجة الأولى في ذلك الكتاب العجيب الذي يسميه المسلمون "القراَن‬

‫الكريم "‪ ،‬ولا سك انهم عرفوا ايضًا أن رجلًا من بني أمية يقال له (عثمان بن عفان ) هو‬
‫الذي جمع هذا الكتاب ‪ ،‬لذلك أصبح هذا الرجل هو العدو الأول لغزاة التاريخ ‪ ،‬بل‬
‫أصبح (بنو أمية ) أنفسهم هدفًا لسهامهم المسمومة ‪ ،‬لذلك فإن الحرب على عثمان بن‬

                                        ‫عفان رضي اللّه عنه وأرضاه إنما هي حربٌ على كتاب اللّه!‬
‫والاَن لنستعرض تلك الشبهات التي ذكرها غزاة التاريخ من المستشرقين وعملائهم‬

‫من الشيعة الروافض والمنافقين من المثقفين ‪ ،‬لنجيب نحن عليها بشكلٍ علمي وهادئ ‪،‬‬
                                                                                              ‫بعيدًا عن التعصب الأعمى‪:‬‬

  ‫أولا‪ :‬السبهة المالية ‪ :‬لو اختار هولاء الطاعنون الأغبياء أي تهمةٍ أخرى غير هذه‬

‫التهمة في حق عثمان لكان خيرًا لهم‪ ،‬فعثمان بن عفان رضي اللّه عنه وأرضاه (وبشهادة‬
  ‫هولاء الطاعنين أنفسهم ) كان أغنى العرب على الإطلاق حتى قبل توليه منصب‬
   ‫الخلافة ‪ ،‬وعثمان هو الرجل الذي كان يعالج الأزمات الإقتصادية التي مر بها المسلمون‬
   175   176   177   178   179   180   181   182   183   184   185