Page 185 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 185

‫‪، 85‬‬                              ‫إف!‬                                                      ‫ا لتا‬  ‫ا !ب!لمحا‬  ‫نحلإ!‬  ‫‪،00‬‬
                                                                                        ‫ا‬

‫فسلمت عليه فقلت هذا عمر بن الخطاب يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فجئت‬

‫فقلت ادخل وبشرك رسول اللّه ! بالجنة فدخل فجلس مع رسول اللّه ! في القف عن‬

‫يساره ودلى رجليه في البئر ثم رجعت فجلست فقلت إن يرد اللّه بفلان (أخيه ) خيرًا يأت‬

   ‫به فجاء إنسان يحرك الباب فقلت من هذا فقال عثمان بن عفان فقلت على رسلك‬
‫فجئت إلى رسول اللّه ! فأخبرته فقال ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فجئته‬

‫فقلت له ادخل وبشرك رسول اللّه ! بالجنة على بلوى تصيبك ‪ ،‬عندها نظر عثمان في‬

       ‫عيني أبي موسى وهو يتأمل هذه الكلمات فقال له ‪ :‬نصبر إن ساء اللّه !"‪.‬‬

‫لبلوى عظيمة ‪ ،‬بل إن الرسول!‬  ‫إذًا فقد كان عثمان يعلم علم اليقين أنه سيتعرض‬

‫أخبره صراحة بأنه سيستشهد حين قال له ‪" :‬يا عنمان ! إذا ألبسك اللّه قميصًا (يقصد‬

‫الخلافة ) وأرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه " ! بل إن رسول اللّه جم!ي! قال في موضعِ اَخرٍ‬
‫سيئا عجيبا! فبينما رسول اللّه فيجص يمشي مع الثلاثي الأعظم ‪ -‬أبي بكر وعمر وعثمان ‪-‬‬

   ‫اهتز جبل أحد بهم‪ ،‬فقال رسول اللّه !‪(( :‬اثبت أحد‪ ،‬فإنما عليك نبي وصديق ‪ ،‬وسهيدان"‬
        ‫إذَا فقد كانت المسألة مجرد مسألة وقت ينتظر فيها عثمان وعد اللّه ورسوله بالشهادة !‬

‫والحقيقة أن عملية اغتيال عثمان كان مخططًا لها حتى قبل توليه الخلافة‪،‬‬

‫وبالتحديد من أول عملية إرهابية تتعرض لها أمة الإسلام ‪ ،‬ولنبقى هذه المرة مع‬

  ‫الصحابي الجليل (عبد الرحمن بن أبي بكر) اعوتَلثهبر ليروي لنا هذه القصة الخطيرة عن‬

‫ذلك المؤتمر الخطير الذي اجتمعت فيه لأول مرة "القوى الفارسية المجوسية"‬

‫الملك‬  ‫(أبي لؤلوة المجوسي ) وسخص‬  ‫و"القوى ‪/‬الصليبية الحاقدة " متمثلة في سخص‬

‫(جفينة النصرافب) من الناحية‬  ‫الفارسي (الهرمزان ) من الناحية الفارسية ‪ ،‬وسخص‬

‫الصليبية ‪ .. .. ..‬فقد كان عبد الرحمن يتمشى في ليلة من ليالي المدينة الهادئة ‪ ،‬ليتفاجأ عن‬

‫طريق الصدفة باجتماع كل من أبي لؤلوة المجوسي وجفينة النصراني والهرمزان في‬

‫إحدى طرق المدينة الخفية ‪ ،‬فلما اقترب ابن الصِّديق منهم ارتبكوا ارتباكَا سديدًا‪ ،‬فسقط‬

‫منهم خنجر ذو حرفين ‪ ،‬وبعدها بقليا! قتل ذلك الإرهابي الفارسي أبو لؤلوة الفاروقَ‬

‫محمرَ بن الخطاب را!‪ ،‬فوجد المسلمون ذلك الخنجر المسموم الذي كان يستعمله‬

‫ذلك المجرم ‪ ،‬لقد كان هو هو ذلك الخنجر ذا الحرفين الذي راَه عبد الرحمن بن أبي بكر!‬
   180   181   182   183   184   185   186   187   188   189   190