Page 183 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 183
483 ،00نحي!! 14ب!د التا ايث!
لبحثت عن كذبة أخرى يمكن للمرء أن يصدقها ،فعهد الخليفة الراسد عثمان بن عفان
رضي اللّه عنه وأرضاه كان اكثر زمن انتشر فيه الرخاء الاقتصادي في تاريخ أمة الإسلام
على الإطلاق ،أما في مسألة العدل فنحن أمام ثلاث احتمالات ،فإمّا أن نؤمن بأن عثمان
كان عادلًا بين الناس فنصدق بذلك رسول اللّه ! الذي بشره بالجنة ،وإما أن رسول اللّه
ع!ؤ كان يكذب علينا عندما أخبرنا بعدل صحابته الكرام ،وإما أن يكون اللّه مقصرًا في
حق رسوله الكريم باختياره لأولئك الرجال ليكونوا أصحابًا لرسوله الذي اصطفاه من
اللّه ورسوله وصحابته! بين العالمين .وحاسى
سابعًا :نفيه لأبي ذر الغفار"ي :وهذه الشبهة منتشرة للأسف بين صفوف إخواننا من
اللّه المتصوفة الطرقيين ،والحقيقة أن عثمان لم ينفِ أبا ذرٍ البتة ،بل إن أبا ذرٍ الغفاري رضي
عنه وأرضاه قد اختار لنفسه العيش في الصحراء بعد أن انتشر التمدن والغنى -كما أسلفنا-
في عهد عثمان بن عفان ،وذلك لأن طبيعة أبي ذر هي طبيعة زاهدة في الحياة ولا يمكن لها أن
تتقبل هذا الثراء الذي انتشر في أرجاء الخلافة الإسلامية بعد أن امتلك المسلمون كنوز
كسرى وقيصر ،وهذا سيءٌ لا يضير أبا ذر ،كما أنه لا يضير أخاه عثمان بن عفان .
ثامنًا :ضعف سخصنة عثمان :يا لحماقة أولئك القوم ! فكيف يكون الرجل ظالمًا
متجبرًا ويكون ضعيف الشخصية في الب واحد؟إ ! ولكن هذا هو ديدن المنافقين ....
الغباء! فكيف لرجلٍ يُنهم بضعف الشخصية أن يبيد الإمبراطورية الفارسية ويمسحها من
خارطة التاريخ ؟ وكيف له أن يقضي على الفتن والقلاقل في أرمينية وأذربيجان ؟ وكيف
له أن يفتح إفريقية ؟ وكيف له أن يفتح جمهوريات الاتحاد السوفييتي المسلمة ؟ وكيف
له أن يرسل رسالة مكتوب عليها "من عثمان بن عفان خليفة رسول اللّه إلى إمبراطور
الصين . . .أسلم تسلم !"؟ بل كيف يرضى الصحابة وعلى رأسهم الصحابي البطل علي
بن أبي طالب رضي اللّه عنه وأرضاه بأن يكون الرجل الذي يحكمهم ضعيف
حِلم الخليفة عثمان بن عفان وعفوه الشخصية ! ! ! أمّا؟ إذا كان غزاة التاريخ يقصدون
على المنافقين وعدم قتاله لأولئك المجرمين الذين جاءوا ليقنلوه ،فهذا حقٌ اخر يُراد به
باط! ،فعثمان بن عفّان كان حليمًا بالفعل معهم ،ليس لأنه ضعيف ،بل لأنه رجلٌ حليمٌ
إلى درجةٍ جعلت الملائكة تستحي منه ،ولمعرفة مقدار الحلم الذي كان يتمتع به هذا