Page 260 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 260
،00هل لمحظما 8اهة الاللللا! 026
"القيروان " في تونس ،وشيخٍ صينيٍ من "التركستان الشرقية " ،وشيخٍ قوقازي من مسلمي
"روسيا" ،كل هولاء جاءوا مثله على نفقتهم الخاصة،
ليجدوا أن الخليفة العثماني البطل (عبد الحميد
الثاني ) جزاه اللّه خيرًا كان قد أرسل وفدًا كبيرًا من
العلماء الأتراك ،ليجتمع أولئك الدعاة جميعًا
ويكونوا وفدًا إسلاميًا ضخمًا مكونًا من مسلمين من
أقطارٍ مختلفة ،يحمل كل واحدٍ منهم رسالة محمد
بن عبد الله في وجدانه ،ليوصلها إلى إمبراطور اليابان
شخصيًا ،فأكرم بهذه أمة!
وهناك في طوكيو أسلم الاَلاف على أيدي تلك
المجموعة الربانية ،وكاد إمبراطور اليابان "ألماكيدو" نفسه
أن يسلم على يد ذلك الصعيدي البطل بعد أن أبدى إعجابه بالإسلام ،إلا أنه خاف على كرسي
الإمبراطورية بعد أن احتج الشعب على ذلك المؤتمر ،فأخبر ألماكيدو الشيخ الجرجاوي أنه إذا
وافق الوزراء على تغيير دين الاَباء فإنه سيختار الإسلام بلا أدنى شك ،فخرح الجرجاوي رحمه
اللّه إلى شوارع طوكيو برفقة الترجمان ،ليُسلم على يديه آلاف اليابانيين ،وليعود بعدها إلى مصر
ليصف تلك الرحلة العجيبة إلى بلاد الشرق في كتاب من أجمل كتب أدب الرحلات في القرن
العشرين أسماه "الرحلة اليابانية " وضع فيه نفائس القصص الممتعة وغرائب الحكايات الشيقة
التي عايشها في رحلته الدعوية إلى اليابان .
والاَن وبعد أن قرأت حكاية هذا الرج! الأمة ،هل ستقهقه عندما يأتيك أحد
السفْهاء ليحكي لك نكتة يستهزئ بها من أحد الصعيديين ؟ أم أنك ستقول له اخرس فإن
أولئك القوم هم رجال الإسلام ؟ والحقيقة أنه ليس أهل الصعمد هم وحدهم الأبطال ،
بل إن جل الموحدين في مصر كان لهم فضل كبير على الإسلام بأسره ! فما هو أعظم
فضلٍ قدمه المصريون للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؟ وكيف أنقذ/المصريون
الإسلام بل والبشرية بأسرها من أعظم خطرٍ مرّ على البشر عبر كل العصور؟
. .. .. . يتبع